(وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ) لكل شيء في
هذا الكون حد محدود، وقدر مكتوب فنحن لا نعرف هذه الأقدار لذلك ننسب الأشياء الى
الكبر والصغر، والطول والقصر، ولكن لو تعمقنا لعلمنا إن الحرارة في جسم الإنسان
بقدر معين، وان للجبال قدرا وأوزانا معينة، بل لكل معدن قدر معين في الكثافة
والكتلة والوزن، وحتى الهواء والضياء له وزن ومقدار.
مظاهر علم الله
[9] (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ)
الغيب عنده كما الشهود، كلاهما يتساوى عنده في الظهور
(الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِي) إنه أكبر من أن يوصف، وإنما يتفاضل
الأشياء بالكبر ويقاس ببعضها إذا كانت من جنس واحد، وليس الله من جنس الأشياء بل
إنه الخالق وهي مخلوقات، لذلك جاء في الحديث: عن الإمام الصادق عليه السلام أنه:
(قَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ عليه السلام
اللهُ أَكْبَرُ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ؟
فَقَالَ: مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ الله عليه
السلام
حَدَّدْتَهُ،
فَقَالَ الرَّجُلُ: كَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ عليه السلام
والمتعال: مهيمن على كل شيء ومتعال عليه، وأنه لا يماثل شيئاً ولا
شيء يماثله.
[10] (سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ
وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ)
كما الغيب والشهادة عنده سواء كذلك المكتوم من القول والمجهور به، وكذلك هو محيط
علما بمن يكمن في الليل ساريا بظلامه، ومن يتحرك نهارا ساربا في ضوئه.
حتى يغيروا ما بأنفسهم
[11] (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ
وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ) أي ملائكة
يتعاقبون بعضهم بعد بعض ليحفظوا الإنسان من الوقوع في الأخطار، ولكن إذا كانت
الملائكة تحفظنا من الوقوع في الأخطار فلماذا نموت، ولماذا تصيبنا المخاطر كل
لحظة؟.