responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 149

(لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ).

ولقد شاء الله أن يأتي بعائلة يوسف إلى مصر، فعَلَّمَ يوسف هذه الخطة، وأجرى مشيئته على يد وليه الصالح يوسف عليه السلام وهكذا نعلم أن محتوى الأحكام الشرعية وهو الحِكَم البالغة التي هي وراء سن الأحكام، وتشريع الأنظمة وأن الله كلف الأنبياء بقدر عقولهم، فمنهم من فرض عليه التقيد بحرفية الأنظمة الشرعية كسائر الناس، ومنهم من أوجب عليه العمل وفق الغايات السامية التي يوحي بها إليهم الله، ليحققوا مشيئة الله كالأنبياء والأئمة والعلماء الذين بدورهم يختلفون في درجاتهم، وعلى الأقل علما منهم أن يهتدي بنور الأكثر علما، والله يرفع من يشاء بحكمته وعلمه ممن هم أصلح من غيرهم‌ (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ).

خبث التهمة

[77] فور ما تراءى لهم أن أخاهم قد سرق نسوا عهدهم مع والدهم يعقوب بإعادة أخيهم بنيامين إليه سالما، ونسوا ما فعلوه بأخيهم يوسف، فإذا بهم يؤكدون تهمة أخيهم، ويتبرؤون منه، ويعودون إلى اتهام يوسف بالسرقة أيضا (قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) وبذلك أخطأوا مرتين: عندما أكدوا تهمة بنيامين، وعندما اتهموا أخاه يوسف بالسرقة من دون أي سبب‌ [1] سوى إنقاذ أنفسهم من المشكلة، ويبدو أن شبح الجريمة التي‌


[1] عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ سُئِلَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليه السلام عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى‌ (: إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ) وَالسَّائِلُ رَجُلٌ مِنْ قُمْ، وَأَنَا حَاضِرٌ، فَقَالَ عليه السلام:»

مَا سَرَقَ يُوسُفُ إِنَّمَا كَانَ لِيَعْقُوبَ مِنْطَقَةٌ وَرِثَهَا مِنْ إِبْرَاهِيمَ وَكَانَتْ تِلْكَ الْمِنْطَقَةُ لَايَسْرِقُهَا أَحَدٌ إِلَّا اسْتُعْبِدَ فَكَانَ إِذَا سَرَقَهَا إِنْسَانٌ نَزَلَ جَبْرَائِيلُ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ فَأَخَذَ [فَأُخِذَتْ‌] مِنْهُ وَأُخِذَ عَبْداً وَإِنَّ الْمِنْطَقَةَ كَانَتْ عِنْدَ سَارَةَ بِنْتِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَكَانَتْ سُمِّيَتْ أُمَّ إِسْحَاقَ وَإِنَّ سَارَةَ أَحَبَّتْ يُوسُفَ وَأَرَادَتْ أَنْ تَتَّخِذَهُ وَلَداً لَهَا وَإِنَّهَا أَخَذَتِ الْمِنْطَقَةَ فَرَبَطَتْهَا عَلَى وَسْطِهِ ثُمَّ سَدَلَتْ عَلَيْهِ سِرْبَالَهُ وَقَالَتْ لِيَعْقُوبَ: إِنَّ الْمِنْطَقَةَ سُرِقَتْ فَأَتَاهُ جَبْرَائِيلُ فَقَالَ: يَا يَعْقُوبُ إِنَّ الْمِنْطَقَةَ مَعَ يُوسُفَ وَلَمْ يُخْبِرْهُ بِخَبَرِ مَا صَنَعَتْ سَارَةُ لِمَا أَرَادَ اللهُ فَقَامَ يَعْقُوبُ إِلَى يُوسُفَ فَفَتَّشَهُ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ غُلَامٌ يَافِعٌ وَاسْتَخْرَجَ الْمِنْطَقَةَ فَقَالَتْ سَارَةُ بِنْتُ إِسْحَاقَ: مَتَى [مِنِّي‌] سَرَقَهَا يُوسُفُ فَأَنَا أَحَقُّ بِهِ. فَقَالَ لَهَا يَعْقُوبُ: فَإِنَّهُ عَبْدُكِ عَلَى أَنْ لَا تَبِيعِيهِ وَلَا تَهَبِيهِ، قَالَتْ: فَأَنَا أَقْبَلُهُ عَلَى أَنْ لَا تَأْخُذَهُ مِنِّي وَأَنَا أُعْتِقُهُ السَّاعَةَ، فَأَعْطَاهَا فَأَعْتَقَتْهُ، فَلِذَلِكَ قَالَ إِخْوَةُ يُوسُفَ

(إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ).

قَالَ أَبُو هَاشِمٍ فَجَعَلْتُ أُجِيلُ هَذَا فِي نَفْسِي أُفَكِّرُ وَأَتَعَجَّبُ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ مَعَ قُرْبِ يَعْقُوبَ مِنْ يُوسُفَ وَحُزْنِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِ حَتَّى ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ وَهُوَ كَظِيمٌ، وَالْمَسَافَةُ قَرِيبَةٌ فَأَقْبَلَ عَلَيَّ أَبُو مُحَمَّدٍ فَقَالَ

يَا أَبَا هَاشِمٍ نَعُوذُ بِالله مِمَّا جَرَى فِي نَفْسِكَ مِنْ ذَلِكَ، فَإِنَّ الله لَوْ شَاءَ أَنْ يَرْفَعَ السَّنَامَ الْأَعْلَى بَيْنَ يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ حَتَّى كَانَا يَتَرَاءَانِ فَعَلَ وَلَكِنْ لَهُ أَجَلٌ هُوَ بَالِغُهُ وَمَعْلُومٌ يَنْتَهِي إِلَيْهِ مَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ فَالْخِيَارُ مِنَ اللَّهِ لِأَوْلِيَائِهِ‌

. «.. بحارالأنوار: ج 12، ص 298.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست