responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 148

هدى من الآيات

فلما اعترفوا بجزاء السارق، أمر بتفتيش امتعتهم، ولكن بدأ برحالهم، ثم فتح أمتعة أخيه واستخرج الصاع منها، وحق له أن يحتفظ بأخيه عنده جزاء سرقته، بينما لم يكن بإمكانه حسب أنظمة الملك أن يفعل ذلك إلا ان الله علمه خطة حكيمة، وهكذا يتفاضل الناس في العلم بما يعلمهم الله سبحانه.

ولكي يبرئوا ساحتهم قالوا بأنه ليس شقيقنا، وأن شقيقه يوسف كان قد سرق هو الآخر، فكتم يوسف الحادثة في نفسه، واكتفى بأن قاله لهم: كلا .. أنتم شر مكانا بما تتهمون شخصا غير حاضر، كما توافقون على تهمة غير ثابتة بحق أخيكم، والله أعلم بما تقولون!!.

ولكنهم لم يقدروا على فصل مصيرهم عن مصير أخيهم بعد أن أخذ منهم أبوهم الميثاق، فتوسلوا بالعزيز للعفو عنه لمكان والده العجوز، وطلبوا منه أن يأخذ أحدهم مكانه، ولكنه رفض وقال: إنه ظلم أن نستعبد غير السارق، أما هم فتنكبوا جانبا وتناجوا بينهم، فذكَّرهم كبيرهم بعهده الإلهي مع أبيهم، وبما فعلوا سابقا بيوسف، وقال: إني سأبقى هنا حتى يسمح لي أبي، أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين، وأمرهم بأن يعودوا إلى أبيهم، ويقولوا له إن ابنك سرق، ولكنا لا نشهد ضده إلا بقدر ما علمنا من ظواهر الأمور دون أن نعلم الغيب، وبإمكانك أن تسأل أهل مصر، أو تسأل القوافل المسافرة. وإنا لصادقون.

بينات من الآيات

استخراج السقاية

[76] بدأ يوسف يفتش أوعية إخوته من أبيه التي كانت مليئة بالحنطة بتهمة وجود الكيل داخلها، ولم يفتش متاع أخيه إلا أخيرا، فوجدوا الصاع فيه‌ (فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ) اي استخرج السقاية من امتعة أخيه من أمه بنيامين، وإنما فعل كل ذلك مبالغة في السرية، وإحكاما للخطة.

(كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ) أي هكذا عَلَّمنا يوسف الخطة. والكيد: كل فعل لا يعرف الآخرون هدفك منه الذي قد يكون الإضرار بهم أو الانتفاع منهم دون معرفتهم بوجهه.

ولم يكن باستطاعة يوسف وهو عزيز مصر أن ينفذ قانوناً اجتماعيا لا يتفق مع قوانين ملك مصر، مثل أن يستعبد الذين جاؤوا لشراء الطعام إلا بالكيد الذي علمه الله‌ (مَا كَانَ)

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست