responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 150

قاموا بها بحق أخيهم يوسف ظل يلاحقهم، فاذا بهم حساسون من إلصاق أية تهمة بهم خشية أن يفضح أمرهم، وإذا بهم لا يزالون يبررون بيعهم لأخيهم الحر بأنه كان قد سرق، فاستعبد وبيع جزاء سرقته، وكانت التهمة شديدة الوقع على قلب يوسف ولكنه ملك نفسه، ولم تظهر على ملامحه آثار الغضب‌ (فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ) ولكنه اكتفى بتأنيبهم على ذكر أخيهم بسوء (قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً) ويطرح المفسرون هذا السؤال: ماذا كان التبرير الظاهر ليوسف حينما قال لهم (أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً)؟ فأجاب بعضهم: إن هذا القول أسره يوسف في نفسه دون أن يبديه لهم، وبعضهم قال: بل ظهر للناس الشقاق القائم بينهم وبين أخيهم بنيامين مما كان يكفي لتأنيبهم، وربما كان يوسف يذكرهم بأن جفاءهم لأخيهم هو السبب في سرقته لو أنه فعلا ارتكبها، ولكنه هز ضميرهم بقوله (وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ) وإنه هل هو فعلا صحيح أم لا؟ وبالتالي هل قد سرق أخوه أم أن ذلك ليس سوى تهمة؟، فلماذا يتسرعون في التأكيد والتعريض بيوسف ويتبرأون من أخيهم؟.

[78] وتذكروا موقفهم مع أبيهم يعقوب، واكتشفوا أن مصيرهم بالتالي مرتبط بمصير أخيهم، فأخذوا يتضرعون إلى عزيز مصر بأن يعفو عن أخيهم أو أن يأخذ أحدهم مكانه.

(قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ) وهكذا يتردد البشر بين حالتين متناقضتين، فبين أن يتهم الأبرياء بالسرقة وبين أن يفدي بنفسه في سبيل الوفاء بعهده.

[79] أما يوسف عليه السلام الذي رتب كل تلك الخطة للإبقاء على أخيه عنده، فرفض العرض‌ (قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذاً لَظَالِمُونَ) وذكَّرهم بذلك أن الإحسان يجب ألا يمنع تنفيذ القوانين السائدة. وألا ينقلب إلى ظلم، فالإنسان يحسن في إعطاء ماله وما هو أولى به، ولا يحسن في أموال الناس وحقوقهم، ولذلك جاء في الإسلام

(وَلَا شَفَاعَةَ فِي حَدٍّ) [1].

الموقف المسؤول‌

[80] ألحوا على يوسف- عبثا- بترك أخيهم بأية وسيلة ممكنة، فلما بلغوا حد اليأس اجتمعوا إلى بعضهم يتناجون فقال كبيرهم واسمه روبيل كما يقال، وهو ابن خالة يوسف وهو الذي نهاهم من قتله من قبل قال لهم: إننا قد عاهدنا الله عند أبينا ألا نفرط في أخينا، وقد كنا


[1] قال رسول الله صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام قال: «يَا عَلِيُّ لَيْسَ عَلَى زَانٍ عُقْرٌ ولَا حَدَّ فِي التَّعْرِيضِ ولَا شَفَاعَةَ فِي حَدٍّ». وسائل الشيعة: ج 28 ص 205.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست