responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 145

الدائم الأفضل قال يعقوب (وَمَا أُغْنِي عَنكُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِنْ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) أي أن تدبير الأمور في الحياة بيد الله سبحانه، (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُتَوَكِّلُونَ) أي ليس من الصحيح أن يعتمد أحد على ذكائه أو حذره وخططه بل على الله.

[68] وهكذا انفصل إخوة يوسف عن بلدهم، ودخلوا مصر من أبواب متفرقة مثلما أمرهم أبوهم، وكانت خطة ملك مصر أسبق من خطة والدهم، فلقد خطط يوسف للإبقاء على واحد منهم من أجل استدراجهم إلى مصر، وهكذا غلب التوكل الحذر (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ مَا كَانَ يُغْنِي عَنْهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلَّا حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا) تلك الحاجة هي امتحانهم، أو دفع الحسد عنهم، أو المحافظة عليهم والاطمئنان على سلامتهم.

وبالرغم من أن التوكل يغلب الحذر، فإن على البشر ألا يترك الحذر، وهكذا يمدح الله يعقوب على الانتفاع بعلمه ووصيته لأبنائه بأخذ الحيطة بالرغم من أن ذلك لم ينفعهم شيئا بعد أن هيئت أسباب بقائهم بمصر.

(وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) لقد كان يعقوب عالما استفاد من علمه الذي علمه ربه، ولكن أكثر الناس لا يستفيدون من علم الله، فلا يعلمون شيئا.

لقاء الأخوين‌

[69] ودخلوا على يوسف فقرب أخاه بنيامين، وأسر إليه بأنه هو يوسف صاحب الجب، لكي لا يحزن للخطة التي سوف يطبقها عليه‌ (وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) لقد كانت آثار الحزن بادية على بنيامين ليس فقط لما فعلوا بشقيقه يوسف من قبل، إنما أيضا بما كانوا يعملون به من التمييز، فطمأنه يوسف ودعاه إلى ترك الحزن.

[70] ولأجل الإبقاء على أخيه جعل الكيل الذي يكتال به والذي سماه القرآن مرة بالسقاية لأنه كان يسقى به، ومرة بالصواع لأن الكيل كان بقدر صاع، جعله في أمتعة أخيه‌ (فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) أي أيتها القافلة إنكم لسارقون.

[71] وكانت دهشتهم بالغة من هذه التهمة الكبيرة، لذلك اجتمعوا إليه وهم يسألون‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست