responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 144

هدى من الآيات

وبعد أن أخذ يعقوب موثقه من أبنائه بعث معهم أخاهم، وأوصاهم بألا يدخلوا في مصر من باب واحد ليمنع عنهم الشر لو كان قد خطط ضدهم به، وأكد أن هذا الإجراء لا يقاوم قضاء الله، وأن الحكم لله، وينبغي أن يتوكل عليه المتوكلون، فذهبوا ولما وصلوا مصر دخلوا حسبما أمرهم أبوهم- أي من أبواب شتى- ولكن البلاء قد قدر لهم. نعم استطاع يعقوب بذلك أن يمتحن عمليا مدى طاعتهم بالغيب له.

فلما دخلوا عليه اقترب يوسف عليه السلام إلى أخيه من أمه وكشف له السر، وأمره بألا يحزن بما كانوا يعملون من الأذى به، ولما جهزهم جعل الكيل في أمتعة أخيه من أمه، ثم نادى منادى الدولة: أيتها العير إنكم لسارقون، وكانت تلك مفاجأة ثانية بالنسبة إليهم. حيث أسرعوا إلى المنادى، وقالوا له: ماذا تفقدون؟ قالوا نفقد كيل الملك وحددوا جائزة لمن كشف عن السارق وهي حِمْلُ بعير، وأكد يوسف عليه السلام على أنه كفيل بإعطاء ذلك الكيل لأهميته عند الناس في سني المجاعة. قال إخوة يوسف وهم يحلفون بالله لم نأت لكي نفسد في الأرض أو نسرق، فسألهم: ماذا لو وجد الكيل عند واحد منكم، وما هو جزاؤه؟ قالوا إن السارق سوف يكون شخصيا جزاء جريمته، وبإمكان السلطة أن تأخذه عبدا لما اقترفه، وهكذا تأمرنا قوانين بلادنا، وهكذا تم ليوسف ما أراد حيث وجد مبرراً لإبقاء أخيه عنده.

بينات من الآيات

قاعدة امنية

[67] قبل أن يرحل أبناؤه عنه أوصاهم يعقوب بألا يدخلوا مصر من باب واحد بل من أبواب شتى‌ (وَقَالَ يَا بَنِي لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ) والسؤال لماذا؟.

هل خشي عليهم من العين الحاسدة. حيث إنهم كانوا ذوي هيئة وجمال، وكانوا مجموعة إخوة من أب واحد متحدين، أم أراد أن يجرب مدى طاعتهم له وهم بعيدون عنه، أم إنه خشي عليهم من السلطة التي طلبتهم باصطحاب أخيهم؟.

يبدو من السياق أن الاحتمال الأخير أقرب إلى ذلك لأن يعقوب أكد لهم أن مثل هذا الإجراء لا يحفظهم عن الله، وأن قدرة الله محيطة بهم، وبسلطات مصر، وعلى الإنسان أن يتحذر من مكر أعدائه، ولكن دون أن يترك التوكل على الله الذي يعطيه الشجاعة والتواضع والسعي‌

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست