responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 146

عما فقد (قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ).

[72] (قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) فبكفالتي سيحصل الذي يدلنا على مكان الكيل على حمل بعير من الطعام.

[73] فتبرأ أخوة يوسف من هذه التهمة، وحلفوا بالله: أنهم لم يهدفوا الفساد في الأرض والسرقة حين جاؤوا إلى مصر. إنما جاؤوا لطلب الميرة كما تدل على ذلك شواهد حالهم، أما أحوالهم السابقة فلم تكن لهم سوابق السرقة.

(قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ) يقال: إن إخوة يوسف أعادوا إليه ما وجدوه في رحالهم، زعماً منهم بأنه قد وضع خطأ، وأنهم حينما دخلوا مصر سدوا أفواه دوابهم لكي لا تأكل من زرع الناس احتياطا على دينهم وكل ذلك دفعهم إلى الاعتقاد بأن ملك مصر وملئه على يقين بصلاحهم، وبراءتهم عن تهمة السرقة.

عقاب السرقة

[74] وقبل أن يستخرج يوسف الصاع من رحل أخيه بنيامين. سأل إخوته عن جزاء السارق في دينهم، وكان هذا أسلوبا جديدا في الحكم أن يعترف المجرم بحكم الجريمة لو ثبتت عليه (قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنتُمْ كَاذِبِينَ).

[75] كان ولا يزال جزاء السرقة مختلفا عند الشعوب باختلاف الظروف المعيشية، ولأن السرقة خرق للنظام الاقتصادي القائم وللقوانين الاجتماعية الحاكمة، فلابد أن يكون عقابها متناسبا مع ذلك النظام وتلك القوانين، وفي مصر حيث الرخاء كانت السرقة خروجا على العرف الاجتماعي وجزاؤها الضرب والسجن، بينما في فلسطين ذلك اليوم حيث القحط كانوا يستعبدون السارق بقدر سرقته لأن السرقة كانت بهدف أخذ حقوق الناس ولدوافع اقتصادية.

لذلك تجدهم يحددون جزاء السارق حسب بلدهم‌ (قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ) أي فإن السارق بذاته سوف يصبح جزاء سرقته‌ (كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ) وتمت ليوسف خطته التي استهدفت الإبقاء على أخيه عنده.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست