responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 126

هي الأخرى دليل على إرهاصات الحقيقة التي يشعر بها الفرد أحيانا، ويسمى عادة بالتفاؤل أو التشاؤم، أو الحس السادس .. أو ما أشبه.

في بعض الأحاديث إن صاحب الخمر كان صادقا وهو الذي نجا، بينما كان صاحب الخبز كاذبا في رؤياه، وسواء صدقا أم لا فإن ما رأياه كان صورة عن الحقيقة التي سوف تقع، رآها أحدهما في المنام وتخيلها الثاني في اليقظة، والقرآن سكت عن كيفية الرؤيا واكتفى بقوله (إِنِّي أَرَانِي) الذي ينطبق على حالة الحلم كما في حالة اليقظة.

(وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ) لقد استغل يوسف عليه السلام وجوده في السجن عمليا وقوليا، فهو يبلغ لرسالته بالقول، ولكنه لم يكتف بذلك بل جسد رسالة السماء في سلوكه عمليا شأن كل الدعاة الصادقين. لقد كان يبكي على امتداد الوقت، ويجتهد في الضراعة، ويتبتل إلى ربه بصلواته الخاشعة وفي فترات فراغه كان إذا ضاق على رجل مكانه وسع له، وإن احتاج جمع له، وإن مرض قام عليه، لذلك انجذب إليه المعتقلون، واعتقدوا بأنه صاحب فضل عليهم وقالوا له (إِنَّا نَرَاكَ مِنْ الْمُحْسِنِينَ)

[37] قال يوسف عليه السلام قبل أن يأتيكما الطعام الذي هو مخصص لكم أما من البيت أو من إدارة السجن سوف أنبئكما بتأويل رؤياكما (قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا).

وبعد أن وعدهما بتأويل رؤياهما قريبا. أخذ يبلغهما رسالات ربه. ابتداء من نفسه حيث كان معروفا عندهما بالإحسان والفضل فقال لهما

أولًا: إنه رسول من الله‌ (ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) فلقد علمه الله تأويل الأحاديث.

ثانياً: إنه حنف عن الشرك الذي اتخذه قومه ملة لهم، ورفض طريقة قومه وملتهم، وثار على نظامهم الثقافي والاجتماعي‌ (إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ) إن طريقة هذه الجماعة ليست المثلى لأنها قائمة على أساس الكفر وإني أرفضها رأسا.

[38] ثالثاً: أما الملة المثلى في طريقة آبائي- ابراهيم واسحاق ويعقوب- وهكذا بين يوسف عليه السلام إنه من سلالة النبوة (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ) وإن طريقة هؤلاء قائمة على أساس التوحيد، ورفض كل أنواع الشرك، وكل ألوان العبودية والطاعة لغير الله‌ (مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ)

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست