responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 127

(وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ) فالتوحيد ليس فقط واجب إلهي مقدس، بل وأيضا نعمة كبرى على البشرية.

حيث أنه يعني التحرر من عبودية الطاغوت وعبودية المال والشهوات. ولكن أكثر الناس لا يشكرون الله في الإيمان بهذه النعمة.

[39] رابعاً: بين يوسف عليه السلام لصاحبيه وزميليه في السجن الذين تقاسما وإياه المعاناة والأذى. إن أكثر الحروب والصراعات الاجتماعية، والخلافات الهدامة إنما هي نتيجة مباشرة للشرك. حيث أن كل فريق يعبد صنما من دون الله، ويطيع ربا مختلفا عن رب الآخرين، فكل يعبد صنم أرضه وإقليمه وقومه وعشيرته وحزبه. فيختلفون‌ (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ ءأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ).

[40] خامساً: بين أن الأصنام التي تعبد من دون الله تعالى إن هي إلا انعكاس لأوضاع وحالات إنحرافية فاسدة داخل المجتمع أو النفس، وليست لها قدسية أو واقعية حقة.

إن صنم الإقليمية إنعكاس لضيق الأفق، وشذوذ الفكر، ومحدودية الرؤية، فهو إذن اسم سماه الإنسان وليس حقا أنزله الله، وهكذا صنم الوطنية والعنصرية والشوفينية والقومية .. وكل الأصنام الباطلة. إنها أسماء اخترعها الإنسان انعكاسا لواقعه الفاسد، وليس تعبيرا عن الحقيقة (مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ) نعم هنالك أسماء ورموز ينزل الله بها سلطانا فتكتسب الشرعية من الله. مثل الرسول وخليفته، وصاحب الفقه والعدالة، وكل القيادات الشرعية التي تطاع بإذن الله وباسم الله. لا بإذن الشعب أو باسم الأصنام.

ذلك لأن الولاية الحق لله، والحاكمية والسيادة والملكوت لله سبحانه، فكل حكم لا يستند إلى الله وإلى حاكميته. بأن لا يكون بإذن الله، ولا يهدف إقامة حكم الله فهو حكم باطل وزائل‌ (إِنْ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) فلأن الولاية الحق لله في الكون، ففي مجال التشريع وفي الواقع السياسي يجب أن يكون هو الحاكم من خلال خليفته ورسالته.

(أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) فلم يأذن للسلطة الا بإذنه. ولم يبح الحكم كما أباح- مثلا- خيرات الأرض، وبتعبير فقهي: الأصل في نعم الله الإباحة والحلية، فالبشر حر في الإنتفاع إلا إذا جاء نص بخلاف ذلك، ولكن الأصل في السلطة هو العكس تماما. أي ليس لبشر أن يطيع بشرا في سلطة إلا بعد التثبت من وجود نص.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 4  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست