responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 66

بين العلم والتذكرة

لقد إستخدمت في الأدب القرآني كلمة (التذكّر)، إنطلاقا من الحقيقة التالية: أنَّ الله قد أودع في الإنسان العقل، وجعله وعاءً لأصول العلم ومعدناً لركائز المعرفة، فلا يحتاج الأنسان بالنسبة إليها إلى ما سوى التذكرة بها والتنبيه إليها.

فالتذكرة هي بلورة معادن العلم التي أودعها الله في الإنسان، وبتعبير أفضل: هي بلورة واستثارة العقل الذي يهدي به الله من يشاء إلى صراط مستقيم.

فالتذكرة تقوم بدور تفعيل المعلومات الكامنة واستثارة دفائنها تمهيداً لاستنباط حقائق أخرى منها ومن دون تكلّف.

سبل التذكّر

وهكذا تتكامل عناصر المعرفة عند البشر بالتذكِّرة بها، أما آيات الذكر الحكيم فإنّها تأتي لتوقظ عقل الإنسان وتذكِّره بالحقائق التي غفل عنها، ولعل الوسيلة المثلى هناك الأمثال وهي الحقائق الواضحة التي ينبِّه القرآنُ البشرَ إليها، مثلًا: التمايز بين الأعمى والبصير، وبين الأصم والسميع، كما التمايز بين الضال والمهتدي. وكل حقيقة لابد أنْ ينتبه إليها الإنسان بمجرد التذكرة بها، يقول الله تعالى عن ذلك* مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلا تَذَكَّرُونَ‌ [1].

ومن أجل أن يتحقق التذكّر عند الإنسان بالرسل، فإنَّ الله تعالى يَسَّرَ القران بلسان النبي صلى الله عليه واله تيسيرًا، وأعرب عنه إعرابًا وأوضحه للناس بيانًا فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ‌ [2].

وهكذا كانت آيات الله في الكتاب، والتي تثير قلب البشر وتهديه إلى آيات الله في الكائنات، هي وسائل تذكرة البشر.

وهكذا ينبِّه القرآن البشر بما ذرء الله في الأرض، واختلاف ألوانه، وأنّ له ما في السماوات والأرض فهو الحاكم فيهما، وأنّه قَدَّر الموت بين البشر، وأنَّه قادر على أنْ يبدِّل أمثالهم، وأنّه وسع كل شي‌ءٍ علمًا، وأنّه لا شفيع إلا مِنْ بعد إذنه، فلابد أنْ تخلص العبادة له، وأنْه لا يجير منه‌


[1] هود: 24.

[2] الدخان: 58.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست