responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 65

القرآن الحكيم والتذكرة

كلام الله المنزل هو خطاب إلهي لهذا الإنسان المخلوق الكريم، وبهدف تحقيق الرحمة والخير له في الدنيا تماما كما في الدار الآخرة.

والخطاب مع الإنسان هو حديث مع عقله، فما هو العقل؟. وكيف نستدل عليه ونهتدي به.

نقول في الجواب

النور يكشف ذاته بذاته؛ كذلك العقل يهدي إلى ذاته بنفسه، وهل يبصر أحدنا عينه بغير عينه؟. كذلك العقل يكشف ذاته بذاته، ولا يحتاج أحدنا لكي يعرفه إلّا أن يتذكر به، فهو كالمصباح الذي رانت عليه الأوساخ فإنّه يكفيك أنْ تنظّفه لتراه ثم ترى الأشياء به!.

وغفلة الإنسان عن العقل هي المسؤولة- أساساً- عن ضلاله وجهله، فهو آنئذٍ- يكون كمن سدّ نافذته عن ضياء الشمس، أو سدَّ عينه عنه، أفيرى شيئاً؟!.

وهكذا تكون معرفة العقل والثقة به مفتاح المعارف، لأنّ مَنْ يشكّ في عقله يغفل عنه، ويهمل الانتفاع به. وفي حديث مأثور

[اعْرِفُوا الْعَقْلَ وَجُنْدَهُ وَالْجَهْلَ وَجُنْدَهُ تَهْتَدُوا] [1].

وهكذا كان الوحي إثارة للعقل وتذكرة به، وبيان لكيفية خلقه وأنه قد خلقه الله من نورٍ مخزونٍ مكنونٍ عنده، فأكرمه وحَمَّله المسؤولية حين قال له

[وَبِكَ أُثِيبُ وَبِكَ أُعَاقِبُ‌] [2].

وهكذا من خلال التنبُّه الذاتي ومراجعة أنفسنا: كيف عرفنا الحقائق الأولية؟ وكيف نوقن بها ونستريح إليها بلا أيّ ريبِ أو تردد؟ من خلال ذلك يتجلّى لنا نور العقل من داخل أنفسنا.


[1] الكافي: ج 1، ص 20.

[2] من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 368.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست