responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 62

وكذلك لا يجوز على للإنسان- في شريعة الإسلام- أن يقول شيئا لا يعلم به. قال الله سبحانه وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ‌ [1]. وقد اعتبر القرآن القول بغير علم كبيرة يعظمها الله ويستحقرها العباد، فقال تعالى وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ‌ [2].

ومن هنا لا يجوز أن ننسب فكرة أو عملا لأحد، ما لم نتأكد يقينا انتسابهما إليه. كذلك لا يجوز تفسير كلام أي فرد إلا بعد التأكد من إرادته فعلا لما نفسره، وإلا اعتبر ذلك نوعا من التحريف في كلامه وضربا من التهمة.

وتشتد خطورة الأمر بالنسبة إلى الله العظيم، فأي قول ينسب إليه يجب أن نتأكد بالعلم اليقين انه قاله وآلا كنا قد افترينا على الله كذبا إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ‌ [3]. وكذلك أي تفسير لكلام الله المجيد لا نعلم يقينا مطابقته للواقع يعد نوعا من الافتراء على الله؛ لأنه يعتبر ضربا من نسبة القول إليه دون التأكد من ذلك.

وكان في الأمة الإسلامية- ولم يزل- فريق يريدون أن يستغلوا الدين لمصالحهم الشخصية، أو يستخدموه لإثبات أهوائهم المضلة، وهكذا يبدؤون بتفسير الآيات القرآنية حسب آرائهم الخاصة. إن هؤلاء يريدون أن يجعلوا كتاب الله تابعا لأفكارهم فيحملونه ما لا يحتمل.

وقد أراد الإسلام تطويق هذا الفريق، فجاء في الكتاب هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ‌ [4].

هكذا وضح القرآن نوايا هذا الفريق الفاسد ونهى- بشكل قاطع- عن تأويل القرآن للوصول إلى الأغراض الفاسدة.

وجاءت الروايات تنهى عما نهت عنه الآية أيضا، ولكن بتعبير آخر وهو (التفسير بالرأي)، والذي يعني القول حسب الهوى الشخصي، وهو يقابل التفسير وفق الحق والواقع،


[1] البقرة: 169.

[2] النور: 15.

[3] النحل: 116

[4] آل عمران: 7 (سنتناول بإذن الله موضوع المحكم والمتشابه في بعض الصفحات القادمة).

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست