responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 61

القرآن والتفسير بالرأي‌

يزعم فريق من المسلمين أن التدبر في القرآن غير مسموح به إلا للذي أوتي نصيبا كبيرا من العلم. ويستندون- في زعمهم هذا- إلى بعض الروايات المأثورة التي نهت الناس عن تفسير القرآن بالرأي.

ولكن هذا الزعم غير منطقي أبدا. إذ إن الله كان أعلم بكتابه، وبخلقه حيث أمرهم بالتدبر في آيات القرآن. بل حيث خاطب بالقرآن كل إنسان وفي كل أرض وفي كل عصر. يقول الله سبحانه في كتابه هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ‌ [1].

وهل يمكن أن يبعث الله بيانا للناس جميعا، ثم ينهاهم عن تفهمه له، أو التدبر فيه، إذن فما فائدة البيان؟.

إن خطابات القرآن تهتف بالناس كافة وتقول يا أيها الناس، أو بالمؤمنين جميعا وتقول: يا أيها الذين آمنوا، وهذا يعني أن الله يريدهم أن يسمعوا كلامه، ويتفهموه. فهل نستطيع أن نزعم أنه لا يجوز التدبر فيه؟.

ولا يمكن أن نقول: إن الروايات تنهى عن التدبر الذي أمر به الله. بل الأكثر منطقية القول بأن الروايات نهت عن شي‌ء، والآية أمرت بشي‌ء آخر، أو أن الروايات بينت حدود التدبر التي لا يجوز تجاوزها عنها.

فأي شي‌ء نهت عنه الروايات؟.

الواقع أن على الإنسان أن يتبع الحق الذي يعرفه ويدع الذي لا يعرفه، إن الله سبحانه يقول وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [2].


[1] آل عمران: 138.

[2] الاسراء: 36.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست