responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 490

أليما (من الناحية الكيفية).

[178] ويعتقد هؤلاء بأن مكاسب الكفار دليل على تفوقهم في الدنيا، أو حتى قربهم إلى الله. ولا يعرفون أن زيادة الثروة، أو الانتصار، أو ما أشبه، من مكاسب الدنيا، قد تكون طريق النهاية، إذ يسبب الطغيان، والطغيان يسبب الانفلات والفوضى، وبالتالي التوغل في الذنوب، ونهاية الذنوب معروفة. إذن فقد يمكن أن يزيد الله الكفار بعض النعم، بهدف تحطيمهم وأبادتهم.

وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ‌ إن النعمة سلاح ذو حدين، وإن الإيمان بالله، هو الذي يمنع تحول النعمة إلى سبب للخسارة. فإذا فقد الإنسان الإيمان، فإن النعم تضره بدل أن تنفعه.

ولنتصور طفلا، أو مجنونا تعطى له قيادة السيارة، فكلما زاد وقود السيارة واندفاعها كانت أقرب إلى الهلاك والدمار.

والطغيان الذي يتشبع به الكفار نتيجة النعم يقابل عند الله بالمهانة؛ لأن الطغيان يدعو إلى الاستكبار.

[179] تمييز الخبيث من الناس، من الطيب نتيجة طبيعية للهزيمة، حيث يتعرض الجميع للضغوط فينهار المنافقون، ويصمد المؤمنون الصادقون، السؤال: لماذا لم يميز الله الخبيث من الطيب غيبيًّا، بأن ينزل قائمة بأسماء هؤلاء وهؤلاء؟

الجواب: إن الحياة الدنيا هي حياة المسؤولية ولا يتدخل الغيب فيها إلا جزئيًّا، فمثلا: عن طريق الأنبياء يهدي الله إلى مناهج العلم، وعلى الناس أن يتفكروا، وأن يكتشفوا الحقائق من خلال تجارب الحياة، (مثل اكتشاف حقيقة الأفراد من خلال الهزيمة).

فعلينا اتباع الرسول فيما يشرعه لنا من مناهج، ولا ننتظر بعدئذ أن يطلعنا الله على كل صغيرة وكبيرة من حياتنا، إلا بالطرق العادية مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ‌ الخبيث هو الذي اختار طريق النفاق، والطيب هو الذي آمن بالله إيمانا صادقا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ‌.

[180] وكما الجهاد بالنفس: يصبح الجهاد بالمال دليلا على مدى تفاعل الإيمان مع النفس، كما أن البخل بالمال خصوصا في ظروف الهزيمة دليل الخبث والنفاق.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 490
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست