responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 489

- وفئة أسرعت إلى الكفر وانضمت عمليًّا إلى الجبهة المضادة للرسالة؛

- وفئة كان عليهم أن يدعموا صمود الأمة بأموالهم، فبخلوا بها في ساعة العسرة.

هؤلاء إنما فعلوا ذلك لما رأوا ما عند الكفار من مظاهر الانتصار والعزة. ولم يعرفوا أن هذه المظاهر خداع وباطل، وأن الله يمهلهم فيها، حتى يزدادوا إثما، وأن مصيرهم إلى النار.

ويكرر القرآن القول: أن الهزيمة كشفت هذه الفئة المنافقة، التي أسرعت في الكفر، كما كشفت تلك الفئة التي بخلت بحقوق الله، ولم تجاهد بأموالها.

وبمناسبة الحديث عن الأغنياء البخلاء، يتحدث القرآن عن اليهود في الدرس القادم، ليبين لنا: كيف أنهم ابتُلوا بغضب الله، بسبب تركهم واجب العطاء والإنفاق.

بينات من الآيات

[176] فئة من المسلمين الذين لم يترسخ الإيمان في قلوبهم، أسرعوا في الكفر حين وجدوا انتصار الكفار، هؤلاء لم يضعفوا الجبهة الداخلية للمسلمين، لأنهم كانوا لا ينفعون المسلمين أساسا، وذلك بسبب ضعف إيمانهم، ثم إنهم لا ينفعون الجبهة المضادة، لأنهم انهزاميون بطبيعتهم، وضعفاء القلوب.

ولكن الخاسر الوحيد بعملهم هم أنفسهم، الذين خسروا مكاسبهم السابقة، التي ربما كانت تؤهلهم للجنة، أما الآن فليس لهم نصيب منها، بل لهم عذاب عظيم بنقضهم الميثاق ومخالفتهم أمر ربهم‌ وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ‌ والتعبير القرآني يقول: في الكفر، للدلالة على أن الكفر عمل وليس نهاية حدية يسارعون إليها، فلم يقل إلى الكفر. كأن القرآن يقول: يسارعون في أعمال الكفر، أو في درجاته.

[177] هؤلاء بدلوا الإيمان بالكفر، فهل خسر الله شيئا؟ كلا، لأن الله واسع القدرة، غني عن العالمين، وتقدم الأمة الإسلامية لا يعتمد على هذا الشخص أو ذاك بقدر ما يعتمد على نوع الأشخاص، ومدى تفاعلهم مع الإيمان.

وهؤلاء اشتروا بعملهم عذابا أليما إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‌ ويبدو أن الفئة الأولى سارعوا في أعمال الكفر، أما هؤلاء فقد أعلنوا تمردهم علنا وربما لذلك كان عذاب الفئة الأولى عظيما (من الناحية الكمية)، وعذاب هؤلاء

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست