responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 243

اللواء أو ذاك .. ويصبغون تحركاتهم وأفكارهم ومجتمعهم بلون اليهودية أو النصرانية وقد يتخذون لأنفسهم أصناما رموزا لوحدتهم ولنوع من الثقافة أو المصلحة أو الأرض التي ينتمون إليها.

ولكننا نؤمن بصيغة واحدة ونرفض كل الألوان الأخرى، نرفض كل الرموز كل الأصنام كل شي‌ء يميزنا عن بعضنا ويهدد وحدتنا .. نحن نؤمن بصبغة الله صبغة التوحيد وكفى .. لا ندع لحواجز اللغة أو المصلحة أو الإقليم أو اللون أو العنصر أن تفرقنا عن بعضنا وتطلي كل جماعة منا بلون مختلف، بل نحن نطلي أنفسنا بصبغة واحدة وهي‌ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ‌ لا نعبد هذه الألوان المختلفة التي فرقت الناس وجعلت منهم مجموعات متحاربة- يهود- نصارى- عرب- وإلى آخره ..

[139] وحين نقول صبغة الله لا يستطيع أحد أن ينكر علينا ذلك إذ ننتمي آنئذ إلى الله فاطر السماوات والأرض‌ قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ‌ لا نقول لكم تعالوا اتبعونا، بل ندعوكم وأنفسنا إلى الله الواحد، دون تمييز بين عنصرنا وعنصركم‌ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ‌ كما ندعوكم أنتم أن تكونوا مخلصين له، إذ الدعوة هذه ليست كالدعوات السابقة مشوبة بالشرك أو الضلالة أو العنصرية أو الإقليمية أو غيرها .. إنها دعوة خالصة لله رب كل الناس.

[140] وهذه الدعوة هي بالذات دعوة الأنبياء عليهم السلام، إذ من المستحيل أن تكون رسالة السماء موجهة لناس دون ناس، لأن الله رب كل الناس وقد خلقهم جميعا من ذكر وأنثى، ولم يتخذ بعضهم أبناء له فكيف يفرق بينهم بل إن ما نجده في رسالات السماء من العنصرية والمصلحية وغيرها .. إنما هي من إضافة الناس أنفسهم أضافوها إلى الدين كذبا وظلما، وقالوا: إن الأنبياء عليهم السلام هم الذين جاؤوا به من قبل الله‌ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ اللَّهُ‌ الله يقول: انهم لم يكونوا سوى أنبياء لله، وانتم تزعمون أن ما أضفتموه من تحريفات هو من قول الأنبياء!!.

إن هؤلاء يعرفون أن العنصرية والإقليمية وغيرها هي إضافات ذاتية افتروا على الله بها بعد علمهم بكذبها، وحرفوا تعاليم الدين التي تنافيها، وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ‌ إنهم حُملِّوا رسالة الله .. واستُؤمِنوا عليها ولكنهم خانوا الأمانة .. وغدا سوف يمثلون للمحاكمة أمام الله العزيز الحكيم ..

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست