responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 242

الشرك الذي يتجسد في العرب؟ إن هذه الفِرَق الثلاث تدعي انتماءها إلى إبراهيم عليه السلام فأيهن الصادقة؟ يقول القرآن كل هذه كاذبة.

وَقَالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً رافضا للكفر والشرك اللذين كانا في عصره‌ وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ‌ كما تدعي العرب. إنه كان مستقيما يرفض كل أنواع الشرك سواء الذي كان موجودا عند اليهود أو النصارى أو عند العرب.

[136] وحين نقول بالعودة إلى ملة إبراهيم عليه السلام لا يعني حذف دور الأنبياء العظام الذين جاؤوا من بعده بل نريد تكريس هذا الدور وتجاوز العقبات القشرية التي وضعت في طريقه وحصرت كل مجموعة من الناس نفسها على نبي ولم تنتفع من رسالة الآخرين بفعل العنصرية أو التعصب الأعمى.

إذن عودوا إلى جوهر رسالة الله المتمثلة في توحيد إبراهيم عليه السلام الرافض لكل أنواع الشرك وفي الإيمان بكل الأنبياء عليه السلام‌ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ الأنبياء من ولد يعقوب عليه السلام، لقد أنزل على هؤلاء رسالة التوحيد وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ‌ من تفاصيل الشرائع الاجتماعية والتعاليم الخلقية وغيرها من مبادئ الرسالات، وقولوا لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ‌ مسلمون لله الواحد وخاضعون لكل من يرسله ربنا سواء كان عبريًّا أم عربيًّا من عائلتنا أم من الأبعدين.

[137] هذه هي رسالة الله الحقيقية، وغير هذه هراء وتمرد وانحراف .. إذ لم يرسل الله رسالة عنصرية إلى الناس، ولم يأمر بالعصبية الجاهلية، ولم يفرق بين أنبيائه ورسالاتهم‌ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدْ اهْتَدَوا وسيكون حالهم حال المؤمنين السابقين بلا تمييز بينهم‌ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ‌ فهم المنحرفون عن الخط العام المستقيم، وليس أنتم .. والانحراف لا يقاس بالكثرة والقلة بل بمقياس آخر هو مدى الالتزام بخط الفطرة، والحق وصراط الله المستقيم، لذلك علينا ألَّا تشككنا قِلَّتنا، ولا توحشنا عن الحق كثرة الناس حول الباطل .. ونبقى ننعتهم هم بالمتمردين الانفصاليين أهل الشقاق، ونبقى نتحداهم وآنئذ فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ‌ يسمع دعاء من يدعوه ويعلم ضمير الصامتين.

التوحيد جوهر الوحدة

[138] إنهم يدعون إلى العنصرية أو العصبية الجاهلية، ويوحدون أنفسهم تحت هذا

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست