responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 193

هدى من الآيات

عندما تنتشر في الأمة روح التكاسل تبدأ بالالتفاف على الأحكام الشرعية، لتنفلت منها أنى استطاعت. فتراها تتشبث بطائفة من القشريات وتجعلها بديلة عن الحقائق الواقعية. وقصة بني إسرائيل مع البقرة تمثل هذه الحالة فيهم.

وقصة البقرة تدل على أن بني إسرائيل لم يصبحوا آنئذ كفارا بالرسالة جملة واحدة، بل بالعكس كانوا يريدون تطبيق تعاليم الله. بيد أن التردد والضعف واضح في تصرفاتهم مما يجعلهم يؤخرون تنفيذ الواجبات، تحت غطاء التشبث بقشور التعاليم. فهم كانوا يتساءلون عن لون البقرة، وطبيعتها، ومقدار عمرها، وسائر خصائصها .. في حين أنهم تركوا الجوهر وهو ذبح البقرة، كذلك الأمة الإسلامية في بعض مراحلها المتأخرة من تاريخها، كانت تتوغل في التفاصيل وتترك روح التعاليم والأهداف المتوخاة من ورائها.

بينات من الآيات

[67] وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً في البداية استغربوا من الطلب وزعموا أنها هزوا لمجرد أنهم لم يعرفوا فلسفة الحكم‌ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً بالرغم من أن موسى عليه السلام كان جديًّا مع قومه وصارما، ولكن بني إسرائيل كانوا قد أصيبوا بضعف في الإيمان. الإيمان الذي يريد من صاحبه التنفيذ من دون سؤال ودون البحث عن العلل والأهداف، لذلك قال لهم موسى قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ‌.

[68] وهنا بدأت سلسلة التساؤلات التي استهدفت معرفة خلفيات الحكم وأهدافه البعيدة المختلفة قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ‌ هل هي بقرة كسائر الأبقار؟ أم هي بقرة معينة؟ وهنا شدد الله عليهم وقال لهم موسى قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ‌ قد أكلتها السنون ووأنهكتها الحياة. وَلا بِكْرٌ صغيرة السن. إنما هي بين البكر والفارض مما عبر عنه القرآن ب- عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ‌، ثم شدد عليهم بتطبيق الأمر بحزم وقال فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ‌.

[69] ولكنهم عادوا يتساءلون انطلاقا من تشبثهم بالقشور قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا شديدة الصفار، ثم زاد عليهم شرطاً آخر وقال تَسُرُّ النَّاظِرِينَ‌ بسب اكتمالها وسلامة بنيتها.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست