responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 194

[70] عادوا مرة ثانية يسألون عن ذات البقرة قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وهنا انتبهوا إلى أن أسئلتهم قد تعني عند موسى عليه السلام أنهم لا يريدون تنفيذ الأمر وكان هذا هو الواقع بالرغم من ادعائهم غير ذلك فقالوا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ‌.

[71] قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ في لون واحد لا شِيَةَ فِيهَا لا يكون فيها لون غير لونها الأصلي‌ قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ‌.

لأنهم تحولوا من مجتمع الإيمان الذي ينطلق من واقع الثقة بالقيادة وتنفيذ أوامرها فورا، إلى مجتمع الجدل ومحاولة فهم علل الأحكام وأسبابها وطريقة تنفيذها.

[72] وبعد أن ذبحوها بيَّن لهم الله سر الأمر، وأن تساؤلاتهم لم تكن صحيحة أبدا، وأن القضية كانت ترتبط بقصة القتيل الذي لم يعرف قاتله والذي يقول عنه ربنا وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ‌ لقد أصبح مجتمعهم فاسدا، وقد برعوا في تنفيذ الجرائم حتى أنهم لا يخلِّفون أثرا يدل على فاعلها، وقد ابتعدوا عن مسؤولية المحافظة على الأمن، فأخذوا يكتمون عن السلطات الشرعية أخبار البلد بيد أن الله يقول لهم وبصراحة وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ‌.

[73] فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ‌ فلما ضربوا عضوا من أعضاء القتيل ببعض لحم البقرة الذبيحة، أحيا الله القتيل، وبيّن مَنْ قتله وانتهت المشكلة.

الخلاصة: أن قصة البقرة تبين لنا جانبا من جوانب الضعف الإيماني الذي أصاب بني إسرائيل، ولكن هذا الضعف لا يزال هيِّنا بالنسبة إلى ما ينتظرهم في المستقبل حيث يكادون يفقدون الإيمان رأسا.

والقرآن يحذرنا- بذلك- من أن الضعف الإيماني المتمثل في التواني عن تطبيق الأوامر قد ينتهي بصاحبه إلى مرحلة أخطر هي الابتعاد كليًّا عن الإيمان، وذلك في المجموعة التالية من الآيات.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست