responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 169

ألف: نقض العهد الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ‌ فهم لا يحترمون عهد الله ويضعون أنفسهم فوق العهد المقدس.

باء وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ‌ فلا يؤدون حقوق الناس من القربى واليتامى والمساكين وغيرهم، ولا يحترمون حرمات الناس التي يجب أن تراعى، بل يدوسون عليها سعيا وراء مصالح ذواتهم وشهوات أنفسهم.

جيم وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ‌ فلا يحترمون الحياة أبدا. فقد يحرق الواحد منهم حقلا كاملا لكي يتمتع لحظة واحدة بمنظر النار تلتهم رزق الملايين. إن هذه الفئة لا تحترم الله ولا الإنسان ولا الطبيعة. لأنها لا ترى قدرا لغير ذاتها. وهؤلاء هم الذين يضلهم الله، لأنهم وضعوا أنفسهم في معتقل أنفسهم فلم يبصروا إلا مصالحها. فكيف يمكن أن يفهموا الحياة، هل يستطيعون أن يخدموا أنفسهم بهذه الطريقة؟ كلا بل أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ‌ سرعان ما يلعنهم الله والناس وتلفظهم الطبيعة لفظا.

[28] عبادة الذات خطأ. لأنها تؤدي ببساطة إلى الجهل والخسران، في حين كان يجب أن ينطلق الإنسان في تقييمه للحياة، وفي عمله فيها من نقطة أخرى هي الإيمان بالله. لأن الله في الواقع هو الذي خلق الذات، وخلق الحياة، وهو ربهما الأعلى‌ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ‌ متى وكيف وبماذا أحيانا الله؟ لا يهمنا ذلك، إنما الذي يهمنا الآن أننا كنا في التراب الميت، في الماء وفي الهواء فأصبحنا الآن أحياء ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ‌ عند البعث الأكبر ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‌ للحساب.

[29] ولم يتركنا بعد الحياة عبثا إنما شملت رحمته كافة جوانب حياتنا هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً خلقها وخلقنا بشكل نستطيع أن نسخرها في خدمتنا. أوجد المعادن في الجبال، وأعطانا القدرة على تحويلها إلى أدوات في سبيل راحتنا. وخلق ينابيع الماء، ومنابع النفط، ومناجم الفحم، ومعادن الذهب والنحاس في باطن الأرض، وأعطانا القدرة على استخدامها .. فكيف نعبد أنفسنا ولا نعبد الله. دعنا نخرج من ذواتنا، ونعيش مع ما خلق لنا الله في الأرض.

ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وتوجه إليها بقدراته الواسعة، فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ‌ سماوات عديدة لا نعرف عنها إلا قليلا وَهُوَ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ عَلِيمٌ‌ فإنه قدير وعليم ونحن ضعفاء وجهلاء، دعنا إذن نعبده لنكتسب القدرة والعلم. هذه القدرة والعلم هما الميزتان الرئيسيتان للإنسان.

كيف كان ذلك؟ في الآيات التالية قصة ذلك.

نام کتاب : من هدى القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست