responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غایة المأمول من علم الأصول نویسنده : الجواهري، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 127
المعنى الاسمي جزئيا فهو منقسم إلى حالات غير متناهية،كما في انقسام زيد إلى الصحيح و المريض،الأسود و الأبيض،الطويل و القصير،الصغير و الكبير، النائم و القاعد،الماشي و القائم،المسافر و الحاضر إلى غير ذلك من حالاته التي يمكن أن يتصف بها.
فالمعاني الاسمية كلّية كانت أو جزئيّة هي مطلقة بحيث لو ألقاها المولى في مقام البيان لشملت جميع هذه الحصص و الحالات،و إن وجد بعض الألفاظ موضوعا لحصّة خاصّة من حصص الماهيّة كما في الجلوس فإنّه موضوع لهذا المعنى حيث يكون مسبوقا بالقيام،بخلاف القعود فإنّه موضوع لذلك المعنى حيث يكون مسبوقا بالاضطجاع فقد وضع الواضع هذين اللفظين لحصّتين من ماهيّة واحدة،إلاّ أنّ ذلك لمّا كان نادرا في لغة العرب و غيرها،و لما كان تضيّقها بوضع معان اسمية لكلّ حصّة من هذه الحصص يحتاج إلى وضع غير متناه أو تطويلا بغير ملزم فقد وضعت الحروف لتضييق تلك المعاني الاسمية و تحصيصها إلى الحصص التي هي مرادة للمتكلّم،مثلا قوله:الصلاة في المسجد أفضل من الصلاة في الدار فلفظ«في»في المقامين أبرز الحصّة المرادة المفضّلة على الحصّة المفضّل عليها،و لو لم يؤت بـ«في»في المقامين لبقيت الصلاة على إطلاقها.
فالحروف موضوعة لمعان إيجادية واقعية و هي التضيّق و هذا هو ما نسب إلى أمير المؤمنين عليه السّلام من قوله:الحروف هي ما دلّت على معنى في غيرها[1]فإنّها قد دلّت على التضييق في غيرها و هي المعاني الاسمية.هذا هو القسم الغالب من الحروف،و هذه الحروف نسمّيها اصطلاحا بالحروف الاختصاصية.
ثمّ إنّ هذا التضييق قد يستفاد من الإضافة كما في غلام زيد،و قد يستفاد من التوصيف و استفادته من هيئتهما و هي معنى حرفي أيضا.

[1]بحار الأنوار 40:162.

نام کتاب : غایة المأمول من علم الأصول نویسنده : الجواهري، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست