فان القمار فسر باللعب بالآلة مع الرهن و تقیید الآلة بالمعدة للقمار دور. و فیه انه قد سبق منا انه لا دور و قلنا ان الفرق بین المعرف بالفتح و المعرف بالکسر بالإجمال و التفصیل و بعبارة اخری: المرکوز فی الذهن بحسب التبادر اذا کان اللعب بالآلات المعدة مع الرهن فلا مانع من تعریف القمار و تفصیله بما یکون مرکوزا فی الذهن و ان شئت قلت: اذا کان التبادر من هذا اللفظ عند العرف اللعب بالآلة المعدة مع الرهن و لم یصدق العنوان علی ما لا یکون کذلک یعلم ان اللفظ خاص بالمقید بل ذکرنا مرارا ان مقتضی الاستصحاب عدم کون اللفظ موضعا لمورد الشک فبالأستصحاب یحرز عدم صدق العنوان فلا یکون حراما بل مع الشک فی الصدق یحکم بالإباحة ببرکة اصالة البراءة شرعا و قبح العقاب بلا بیان عقلا.
و قال سیدنا الأستادان لفظ القمار یرادف کلمة (برد و باخت) فی لغة الفرس و یرد علیه ان لازمه حرمة مجرد المغالبة علی الإطلاق و لو مع عدم الرهن و هو کما تری مضافا الی أنه مناقض لتصریحه بأن المستفاد من کلمات اهل اللغة کون لفظ القمار موضوعا لأن یلعب بالآلة المعدة للقمار مع الرهن نعم قد ذکرنا سابقا انه لو صح اطلاق القمار بماله من المعنی المرکوز فی الذهن علی اللعب بالآلة غیر المعدة یمکن اثبات سعة المفهوم بالاستصحاب القهقری الذی یعبر عنه باصالة عدم النقل و هذا اصل لفظی عقلائی و مع الأصل المذکور لا تصل النوبة الی استصحاب عدم کون اللفظ موضوعا للأعم فانه مع الأصل اللفظی لا مجال للأصل العملی.

فیکون غیر تلک الموارد حراما بمقتضی مفهوم الحصر منها ما رواه محمد بن علی