الجهة الثانیة: ان الحکم بالحرمة هل یعم الآلات التی یجن بها فی الحرب کالمجن
و المغفر و الدرع أم تختص الحرمة بالآلات القتالة کالسیف و الرمح الظاهر
انه لا وجه للاختصاص فان المذکور فی حدیث ابن جعفر عنوان السلاح و هذا
العنوان علی ما یظهر من اللغة اسم للأعم قال فی مجمع البحرین فی مقام تفسیر
السلاح: «و هو ما یقاتل به فی الحرب و یدافع» و عن المصباح «ما یقاتل به
فی الحرب و یدافع» و عن القاموس «المغفر کمنبر الی أن قال «ینتفع به
المتسلح» الی غیرها من کلماتهم.
الجهة الثالثة: المستفاد من الحدیث حرمة البیع تکلیفا لا وضعا
فلو باع علی خلاف المقرر الشرعی یکون البیع صحیحا و بعبارة واضحة:
الظاهر من الدلیل الحرمة التکلیفیة و رفع الید عن الظاهر یتوقف علی قیام
دلیل علیه.
الجهة الرابعة: ان المستفاد من الحدیث ان الحرام حمل السلاح إلیهم
و أما مجرد البیع بدون الحمل إلیهم فلا دلیل علی حرمته التکلیفیة مضافا
الی أن المناسبة بین الحکم و الموضوع تقتضی ذلک فانها تقتضی حرمة تقویتهم و
اعانتهم و التقویة انما تحصل بالتسلیم الخارجی لا بمجرد الأمر الاعتباری
ای البیع.
[النوع الثالث مما یحرم الاکتساب به ما لا منفعة فیه محللة معتدا بها عند العقلاء]
اشارة
«قوله قدس سره: النوع الثالث مما یحرم الاکتساب به ما لا منفعة فیه محللة معتدا بها عند العقلاء … » یقع الکلام فی هذا المقام فی جهات
الجهة الأولی: فی أنه هل یشترط فی المبیع أن یکون مالا و یصدق علیه هذا العنوان أم لا؟
اشارة
و ما یمکن أن یذکر فی مقام الاستدلال علی المدعی و الاشتراط وجوه:
الوجه الأول: ما عن المصباح بکون البیع مبادلة مال بمال
. و فیه أولا انه معارض بما عن غیره و ثانیا الرجوع الی اللغة انما یصح
فیما یکون الأمر مجهولا و أما مع وضوح المفهوم عرفا فلا مجال للرجوع الی
اللغة و لا ریب فی انه یصدق البیع و لو لم یکن المبدل مالا.