یا رسول الملیک إنّ لسانی راتق ما فتقت إذ أنا بور [1] إذا أباری الشیطان فی سنن الغی و من مال میله مثبور [2] آمن اللحم و العظام لربّی ثم قلبی الشهید أنت النذیر إنّنی عنک زاجر ثمّ حیّا من لؤیّ و کلّهم مغرور و له قصیدة اخری أطول منها أیضا قالها حینما أسلم، مطلعها: منع الرقاد بلابل و هموم و اللیل معتلج الرواق بهیم [3] ممّا أتانی أنّ أحمد لا منی فیه فبتّ کأننی محموم یا خیر من حملت علی أوصالها عیرانة سرح الیدین غشوم [4] إنی لمعتذر إلیک من الذی أسدیت إذ أنا فی الضلال أهیم [5]
4- هبیرة بن أبی وهب:
قال ابن إسحاق: و أمّا هبیرة بن أبی وهب المخزومی فأقام بها حتی مات
کافرا، و کانت زوجته أمّ هانی بنت أبی طالب، و اسمها هند. فلمّا بلغه أنّها
أسلمت فیمن أسلمن من نساء قریش، قال مغضبا و متغیّرا: أ شاقتک هند أم أتاک سؤالها کذاک النوی أسبابها و انفتالها الی أن یقول: فإن کنت قد تابعت دین محمد و عطّفت الأرحام منک حبالها فکونی علی أعلی سحیق بهضبة ململمة غبراء یبس بلالها [6]
(1) الراتق: السادّ. و الفتق: التمزیق. و البور: الهالک. (2) المباراة: المجاراة. و السنن- بالتحریک-: وسط الطریق. و المثبور: الهالک. (3) البلابل: الوساوس و الأحزان. و المعتلج: المضطرب. و البهیم: الذی لا ضیاء له. (4) العیرانة: الناقة النشطة. و سرح الیدین: خفیفتهما. و الغشوم: التی لا ترد عن وجهها. (5) أسدیت: صنعت. و أهیم: أذهب فی وجهی متحیّرا. (6) سیرة ابن هشام: ج 4 ص 61- 63. و السحیق: البعید. و الهضبة: الکدیة العالیة. و الملمة: المستدیرة.