و
قرأ ابن کثیر و ابو عمرو: أَنْ صَدُّوکُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ
(المائدة: 2)- بکسر همزة «ان» [1]- و انکرها النحاس [2]، قال: و اما «ان
صدوکم» بکسر «ان» فالعلماء الجلة بالنحو و الحدیث و النظر یمنعون القراءة
بها، لاشیاء ذکرها القرطبی بتفصیل [3]. و قرأ نافع و ابن کثیر و حمزة: أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ (الزمر: 9)- بتخفیف المیم [4]- و لحنها الاخفش و ابو حاتم [5]. و قرأ عاصم: نجی المؤمنین (الانبیاء: 88)- بنون واحدة و تشدید الجیم- و لحنها الزجاج و الفارسی [6]. و
قد وصف ابو الفتح عثمان بن جنی عامة القراء- فی کتابه «الخصائص»- بضعف
الدرایة. و یصفهم فی «المنصف»- بالسهو و الغلط، اذ لیس لهم قیاس یرجعون
الیه [7]. و بهذه المناسبة نذکر تلحین ابن قتیبة کثیرا من قراءات قراء
مشهورین هم من السبعة، و تحامله علیهم بقصر الباع و حبهم الصیت و الشیاع. و
ان اکثر ما یقرءونه بدعة منهم لم یقرأ بها الرسول صلّی اللّه علیه و آله
قط. قال: و کذلک لحن اللاحنین من القراء المتأخرین، لا یجعل حجة علی
الکتاب و قد کان الناس قدیما یقرءون بلغاتهم. ثم خلف قوم بعد قوم من اهل
الامصار و ابناء العجم، لیس لهم طبع اللغة، و لا علم التکلف، (1) النشر فی
القراءات العشر ج 2 ص 254. (2) البحر ج 3 ص 422. (3) تفسیر القرطبی ج 6 ص 46. (4) النشر ج 2 ص 362. (5) البحر ج 7 ص 418. (6) البحر ج 6 ص 335. (7) راجع الدراسات: للعضیمة ج 1 ص 32- 33.