جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 2 صفحه : 359

- رضوان اللّه علیهم- کانوا یتنفسون تنفس الغرقی، و یتکلمون شبه المرضی و انما سبب هلاک الخلق و نجاتهم الکلام و الصمت. فطوبی لمن رزق معرفة عیب الکلام و هوائه، و علم الصمت و فوئده! فان ذلک من أخلاق الأنبیاء و شعار الاصفیاء. و من علم قدر الکلام أحسن صحبة الصمت و من أشرف علی ما فی لطائف الصمت و اؤتمن علی خزائنه کان کلامه و صمته کله عبادة و لا یطلع علی عبادته هذه إلا الملک الجبار» [1].
و قد ظهر من هذه الاخبار: أن الصمت مع سهولته أنفع للانسان من کل عمل، و کیف لا یکون کذلک، و خطر اللسان الذی هو أعظم الاخطار و آفاته التی هی أشد المهلکات لا ینسد إلا به؟ و الکلام و ان کان فی بعضه فوائد و عوائد، إلا أن الامتیاز بین الممدوح و المذموم منه مشکل و مع الامتیاز فالاقتصار علی مجرد الممدوح عند إطلاق اللسان أشکل، و حینئذ فالصمت عما لا جزم بتضمنه للخیر و الثواب من الکلام أولی و انفع و قد نقل: «أن أربعة من أذکیاء الملوک- ملک الهند، و ملک الصین، و کسری، و قیصر- تلاقوا فی وقت، فاجتمعوا علی ذم الکلام و مدح الصمت فقال أحدهم: أنا أندم علی ما قلت و لا أندم علی ما لم أقل و قال الآخر: إنی إذا تکلمت بالکلمة ملکتنی و لم أملکها، و إذا لم أتکلم بها ملکتها و لم تملکنی. و قال الثالث: عجبت للمتکلم، ان رجعت علیه کلمته ضرته، و ان لم ترجع لم تنفعه. و قال الرابع: أنا علی رد ما لم أقل أقدر منی علی رد ما قلت».

(1) مصباح الشریعة: الباب 27.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 2 صفحه : 359

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست