و المراد بالشهرة: انتشار الصیت، و معنی الجاه: ملک القلوب و تسخیرها
بالتعظیم و الاطاعة و الانقیاد له. و بعبارة أخری: قیام المنزلة فی قلوب
الناس، و انما تصیر القلوب مملوکة مسخرة للشخص، باشتمالها علی اعتقاد
اتصافه بکمال حقیقی، او بما یظنه کمالا، من علم و عبادة، أو ورع و زهادة،
أو قوة و شجاعة، أو بذل و سخاوة، أو سلطنة و ولایة أو منصب و ریاسة، أو غنی
و مال، او حسن و جمال، أو غیر ذلک مما یعتقده الناس کمالا. و تسخیر القلوب
و انقیادها علی قدر اعتقادها، و بحسب درجة ذلک الکمال عندها، فبقدر ما
یعتقد أرباب القلوب تذعن له قلوبهم و بقدر إذعانها تکون قدرته علیهم، و
بقدر قدرته یکون فرحه و حبه للجاه. ثم تلک القلوب تعبث أربابها علی المدح و
الثناء، فان المعتقد للکمال لا یسکت عن ذکر ما یعتقده فیثنی علیه، و علی
الخدمة و الإعانة، فانه لا یبخل ببذل نفسه فی طاعته بقدر اعتقاده، و علی
الإیثار و ترک المنازعة و التعظیم و التوقیر و الابتداء بالسلام و تسلیم
الصدر فی المحافل و التقدیم فی جمیع المقاصد. (تنبیه): حب الجاه و
الشهرة إن کان من حیث ایجابهما الغلبة و الاستیلاء حتی ترجع حقیقة إلی
حبهما و کان طالبهما طالبا لهما، فهو من رذائل قوة الغضب، و ان کان من حیث
التوصل بهما إلی قضاء الشهوات و حظوظ النفس البهیمیة، فهو من رذائل قوة
الشهوة، و ان کان من الحیثیتین فهو من رذائلهما بالاشتراک، بمعنی مدخلیة کل
منهما فی حدوث خصوص هذه الصفة. و الأصل اشتراک القوتین فی حدوث حب الجاه