جامع السعادات - النراقي، المولى محمد مهدي

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 2 صفحه : 252

و أما الإنکار فی قوله تعالی:
أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالبِرِّ وَ تَنْسَونَ أَنْفُسَکُمْ [1]. و قوله تعالی: لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ؟ کَبُرَ مَقْتَاً عِنْدَ اللّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ [2].
و ما فی حدیث الأسری من قرض مقاریضهم بالنار، فانما هو علی عدم العمل بما یأمر به و یقوله، لا علی الأمر و القول. و کذلک ما روی:
«أن اللّه تعالی أوحی إلی عیسی: عظ نفسک، فان اتعظت فعظ الناس و إلا فاستحی منی» [3]. و قس علی ذلک جمیع ما ورد من هذا القبیل.
و ما قیل إن هدایة الغیر فرع الاهتداء، و تقویم الغیر فرع الاستقامة ففیه أن الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر تارة یکون بالوعظ و تارة بالقهر و من لم یکن مهتدیا مستقیما، تسقط عنه الحسبة بالوعظ، لعلم الناس بفسقه فلا یتضمن وعظه و کلامه فائدة، و لا یؤثر فی العالم بفسقه، و لا یخرج ذلک وعظه و قوله عن الجواز، کما لا تخرج حسبته القهریة عن التأثیر و الفائدة أیضا. إذ الفاسق إذا منع غیره قهرا عن الزنا و اللواط و شرب الخمر، و اراق الخمور، و کسر آلات الملاهی، حصل التأثیر و الفائدة بلا شبهة

(1) البقرة، الآیة: 44.
(2) الصف، الآیة: 2- 3.
(3) صححنا الأحادیث کلها علی (فروع الکافی): باب الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر. و علی (الوسائل): کتاب الأمر بالمعروف. و علی (المستدرک) 2- 360، کتاب الامر بالمعروف و النهی عن المنکر.

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي جلد : 2 صفحه : 252

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست