responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 2  صفحه : 131

لَهُمُ الْجَنَّةَ [1].
و لفهم هذا السر فی بذل الأموال، انقسم الناس بحسب درجاتهم فی التوحید و المحبة ثلاثة أقسام: (قسم) صدقوا التوحید و وفوا بعهده، و لم یجعلوا قلوبهم إلا محلا لحب واحد. فنزلوا عن جمیع أموالهم، و لم یدخروا شیئا من الدرهم و الدینار و غیرهما من أنواع المال، و لم یتعرضوا لوجوب الزکاة علیهم، حتی قیل لبعضهم: کم یجب من الزکاة فی مائتی درهم؟ فقال: أما علی العوام- بحکم الشرع- فخمسة دراهم، و أما نحن، فیجب علینا بذل الجمیع.
و سئل الصادق- علیه السلام- «فی کم تجب الزکاة من المال؟ فقال: أما الزکاة الظاهرة، ففی کل ألف خمسة و عشرون، و أما الباطنة، فلا تستأثر علی أخیک بما هو أحوج إلیه منک».
و (قسم) درجتهم دون هذا، و هم الذین أمسکوا أموالهم، و لکنهم راقبوا مواقیت الحاجات و مراسم الخیرات، و یکون قصدهم من الإمساک الإنفاق علی قدر الحاجة، دون التنعم، و صرف الفاضل عن قدر الحاجة إلی وجوه البر. و هؤلاء لا یقتصرون علی إعطاء مجرد ما یجب علیهم من الزکاة و الخمس، بل یؤدون جمیع أنواع البر و المعروف أو أکثرها و (قسم) اقتصروا علی أداء الواجب، فلا یزیدون علیه و لا ینقصون منه. و هو أدون الدرجات و أقل المراتب، و هو درجة العوام الراغبین إلی المال، لجهلهم بحقیقته و فائدته، و ضعف حبهم للآخرة.

الثانی- تطهیر النفس عن رذیلة البخل،

فإنه من المهلکات- کما تقدم-، و إنما تزول هذه الرذیلة ببذل المال مرة بعد أخری حتی یتعود إذ حب الشی‌ء لا ینقطع إلا بقهر النفس علی مفارقته، حتی یصیر ذلک


(1) التوبة. الآیة: 111.
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 2  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست