مال
فی بر و لا بحر إلا بترک الزکاة، و ما صید صید فی بر و لا بحر إلا بترکه
التسبیح فی ذلک الیوم، و إن أحب الناس إلی اللّه تعالی أسخاهم کفا و أسخی
الناس من أدی زکاة ماله، و لم یبخل علی المؤمنین بما افترض اللّه لهم فی
ماله». و قال علیه السلام «إن الزکاة لیس یحمد بها صاحبها و إنما هو
شیء ظاهر حقن بها دمه و سمی بها مسلما، و لو لم یؤدها لم تقبل له صلاة»
[1]. و الأخبار فی فضل الزکاة و ذم تارکها أکثر من أن تحصی، و ما ذکرناه کاف لإیقاظ الطالبین.
فصل سر وجوب الزکاة، و فضیلة سائر الإنفاقات
اشارة
السر فی إیجاب الزکاة، بل فضیلة مطلق إنفاق المال، ثلاثة أمور:
الأول- أن التوحید العام ألا یبقی للموحد محبوب سوی الواحد الفرد،
إذ المحبة لا تقبل الشرکة، و التوحید باللسان قلیل الجدوی، و إنما تمتحن
درجة الحب بمفارقة سائر المحاب، و الأموال محبوبة عند الناس، لأنها آلة
تمتعهم بالدنیا، و لأجلها یأنسون بهذا العالم، و یخافون من الموت و یتوحشون
منه، مع أن فیه لقاء المحبوب، فامتحنوا فی صدق دعواهم الحب التام للّه
تعالی بمفارقتهم عن بعض محابهم، أعنی المال، و لذلک قال اللّه سبحانه: إِنَّ اللّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِیْنَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمُ بِأَنَ
(1) صححنا الأحادیث کلها علی (الوافی): 6- 241- 242، باب الزکاة