responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 73

ما یترتب علی العلم و العمل من الابتهاجات العقلیة و اللذات الحقیقیة. و لو حصلت لبعض المتجردین عن جلباب البدن یکون فی آن واحد و یمرّ کالبرق الخاطف.
هذا و قد ظهر من کلمات الجمیع أن حقیقة الخیر و السعادة لیست إلا المعارف الحقة، و الأخلاق الطیبة، و الأمر و إن کان کذلک من حیث إن حقیقتهما ما یکون مطلوبا لذاته، و باقیا مع النفس أبدا و هما کذلک، إلا أنه لا ریب فی أن ما یترتب علیهما من حب اللّه و أنسه، و الابتهاجات العقلائیة، و اللذات الروحانیة مغایر لهما من حیث الاعتبار، و إن لم ینفک عنهما و مطلوبیته لذاته أشد و أقوی، فهو باسم الخیر و السعادة أولی و أخری و إن کان الجمیع خیرا و سعادة. و بذلک یحصل الجمع بین أقوال أرباب النظر و الاستدلال، و أصحاب الکشف و الحال، و اخوان الظاهر من أهل المقال، حیث ذهبت (الفرقة الأولی) إلی أن حقیقة السعادة هو العقل و العلم، و (الثانیة) إلی أنها العشق، و (الثالثة) إلی أنها الزهد، و ترک الدنیا.

فصل (لا تحصل السعادة إلا بإصلاح جمیع الصفات و القوی دائما)

اشارة

لا تحصل السعادة إلا بإصلاح جمیع الصفات و القوی دائما، فلا تحصل بإصلاحها بعضا دون بعض، و وقتا دون وقت، کما أن الصحة الجسمیة، و تدبیر المنزل، و سیاسة المدن لا تحصل إلا بإصلاح جمیع الأعضاء و الأشخاص و الطوائف فی جمیع الأوقات، فالسعید المطلق من أصلح جمیع صفاته و أفعاله علی وجه الثبوت و الدوام بحیث لا یغیره تغیر الأحوال

نام کتاب : جامع السعادات نویسنده : النراقي، المولى محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست