نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 425
المستعین
باللّه أبو الفضل العباس (أو أبو العباس) حین استبد بالأمر بعد الناصر فرج
و لم یتغیر فیها غیر السکة باعتبار انتقالها من اسم السلطان إلی اسم أمیر
المؤمنین. ثم صرف الذهب بالدیار المصریة لا یثبت علی حاله بل یعلو تارة و
یهبط أخری بحسب ما تقتضیه الحال، و غالب ما کان علیه صرف الدینار المصری
فیما أدرکناه فی التسعین و السبعمائة و ما حولها عشرون درهما و الإفرنتی
سبعة عشر درهما و ما قارب ذلک. أما الآن فقد زاد و خرج عن الحد خصوصا فی
سنة ثلاث عشرة و ثمانمائة، و إن کان فی الدولة الظاهریة بیبرس قد بلغ
المصری ثمانیة و عشرین درهما و نصفا فیما رأیته فی بعض التواریخ.
الدراهم النقرة:
قال فی صبح الأعشی: أصل موضوعها أن یکون ثلثاها من فضة و ثلثها من نحاس،
و تطبع بدور الضرب بالسکّة السلطانیة علی نحو ما تقدم فی الدنانیر، و یکون
منها دراهم ضحاح و قراضات مکسرة. و العبرة فی وزنها بالدراهم و هو معتبر
بأربعة و عشرین قیراطا و قدر بست عشرة حبة من حب الخروب، فتکون کل خروبتین
ثمن درهم. و هنّ أربع حبات من حب البر المعتدل و الدرهم من الدینار نصفه و
خمسه، و إن شئت قلت سبعة أعشاره فیکون کل سبعة مثاقیل عشرة دراهم.
الفلوس و هی صنفان: مطبوع بالسکة و غیر مطبوع:
فأما المطبوع فکان فی الزمن الأول إلی أواخر الدولة الناصریة حسن بن
محمد بن قلاوون فلوس لطاف یعتبر کل ثمانیة و أربعین فلسا منها بدرهم من
النقرة علی اختلاف السکة فیها، ثم أحدث فی سنة تسع و خمسین و سبعمائة فی
سلطنة حسن أیضا فلوس شهرت بالجدد جمع جدید زنة کل فلس منها مثقال، و کل فلس
منها قیراط من الدرهم مطبوعة بالسکة السلطانیة، فجاءت فی نهایة الحسن و
بطل ما عداها من الفلوس، و هی أکثر ما یتعامل به أهل زماننا إلا أنها فسد
قانونها فی تنقیصها فی الوزن عن المثقال حتی صار فیها ما هو دون الدرهم و
صار تکوینها غیر مستدیر، و کانت توزن بالقبّان کل مائة و ثمانیة عشر رطلا
بالمصری بمبلغ خمسمائة درهم، ثم أخذت فی التناقص لصغر الفلوس و نقص أوزانها
حتی صار کل مائة و أحد عشر رطلا بمبلغ خمسمائة. قلت (القائل القلقشندی):
ثم استقر الحال فیها علی ذلک، علی أنه لو جعل کل أوقیة فما دونها بدرهم
لکان حسنا باعتبار غلو النحاس و قلة الواصل منه إلی الدیار المصریة و حمل
التجار الفلوس
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب جلد : 2 صفحه : 425