responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب    جلد : 2  صفحه : 147

صائب الحجر فلم یزل یضربها حتی هدم من السور قطعة عظیمة یمکن الصاعد فی السور الترقی إلیه منها. و لما کان بکرة الجمعة ثانی جمادی الآخرة عزم السلطان و تقدم و أمر المنجنیقات أن تتوالی بالضرب، و ارتفعت الأصوات و عظم الضجیج بالتکبیر و التهلیل، و ما کان إلا ساعة حتی رقی المسلمون علی الأسوار التی للربض و اشتد الزحف و عظم الأمر و هاجم المسلمون الربض. و لقد کنت أشاهد الناس و هم یأخذون القدور و قد استوی فیها الطعام فیأکلونها و هم یقاتلون، و انضم من کان فی الربض إلی القلعة و یحملون ما أمکنهم أن یحملوا من أموالهم و نهب الباقی، و استدارت المقاتلة حول أسوار القلعة، و لما عاینوا الهلاک استغاثوا بطلب الأمان، و وصل خبرهم إلی السلطان فبذل الأمان و أنعم علیهم علی أن یسلموا بأنفسهم و أموالهم و یؤخذ من الرجل منهم عشرة دنانیر و عن المرأة خمسة و عن الصغیر دیناران. و سلمت القلعة و أقام السلطان علیها حتی سلم عدة قلاع کالعید و فیحة و بلاطینوس و غیرها من القلاع و الحصون تسلمها النواب اه.
و قال ابن الأثیر: رحل صلاح الدین عن اللاذقیة فی السابع و العشرین من جمادی الأولی و قصد قلعة صهیون، و هی قلعة منیعة شاهقة فی الهواء صعبة المرتقی علی قرنة جبل، یطیف بها واد عمیق فیه ضیق فی بعض المواضع بحیث إن حجر المنجنیق یصل منه إلی الحصن، إلا أن الجبل متصل بها من جهة الشمال، و قد عملوا لها خندقا عمیقا لا یری قعره و خمسة أسوار منیعة، فنزل صلاح الدین علی هذا الجبل الملتصق بها و نصب علیه المنجنیقات و رماها، و تقدم إلی ولده الظاهر صاحب حلب فنزل علی المکان الضیق من الوادی و نصب علیه المنجنیقات أیضا فرمی الحصن منه، و کان معه من الرجّالة الحلبیین کثیر و هم فی الشجاعة بالمنزلة المشهورة، و دام رشق السهام من قسی الید و الجرخ و الزنبورک و الزیار، فجرح أکثر من بالحصن و هم یظهرون التجلّد و الامتناع، و زحف المسلمون إلیهم ثانی جمادی الآخرة فتعلقوا بقرنة من ذلک الجبل قد أغفل الفرنج إحکامها فتسلقوا منها بین الصخور حتی التحقوا بالسور الأول فملکوا منها ثلاثة و غنموا ما فیها من أبقار و دواب و ذخائر و غیر ذلک، و احتمی الفرنج بالقلة التی للقلعة فقاتلهم المسلمون علیها، فنادوا و طلبوا الأمان فلم یجبهم صلاح الدین علیه، فقرروا علی أنفسهم مثل قطیعة البیت المقدس، و تسلم الحصن و سلمه إلی أمیر یقال له منکو برس صاحب قلعة أبی قبیس فحصنه و جعله من أحصن الحصون.
نام کتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء نویسنده : الطباخ، محمد راغب    جلد : 2  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست