نام کتاب : تنقیح مبانی العروه - الطهارة نویسنده : التبريزي، الميرزا جواد جلد : 2 صفحه : 358
..........منه حرمة نبش قبره و إذا أمر بنجاة النفس المحترمة عن الهلکة فیستفاد منه حرمة إلقائها فی الهلکة. و
قد ألحق قدس سره بحرمة تنجیسها إدخال عین النجاسة فیها بلا فرق بین کون
إدخالها یعدّ هتکاً لها أم لا، و لعلّه استفاد فی صورة عدم الهتک من قوله
سبحانه: «إِنَّمَا الْمُشْرِکُونَ نَجَسٌ فَلٰا یَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ
الْحَرٰامَ» [1] و للنبوی: «جنبوا مساجدکم النجاسة» [2]. و لکن یرد علیه
أن ما دلّ علی جواز صلاة المستحاضة فی المسجد و دخول من به جروح أو قروح و
دخول الصبیان المساجد مما جرت علیه سیرة المتشرعة مع أن کلّ ذلک من إدخال
النجاسة فی المسجد؛ و لذا التزم بعض الأصحاب بالجواز فی مثل هذه الفروض مما
ثبت السیرة بالدخول و الإدخال فیها. و فیه ما تقدم سابقاً من أن للمشرک نجاستین: إحداهما: خارجیة حیث إن الشرک و الاعتقاد بخلاف التوحید قذارة نفسانیة. و
ثانیتهما: القذارة الاعتباریة بحیث یتنجس ما یلاقیه بالرطوبة و المناسب
لمنعهم عن دخول المسجد الحرام أو البیت الحرام بیت التوحید و نفی الشرک
یناسب إرادة الأوّل من القذارتین من الآیة، بل لم یظهر اعتبار النجاسة
بالمعنی الثانی فی زمان نزول الآیة فلا یمکن التعدی إلی سایر النجاسات
الاعتباریة، و لو اغمض عن ذلک فمن المحتمل دخالة کلتا النجاستین فی الحکم
المزبور، و بهذا الاعتبار وصفوا بالنجاسة بالمعنی المصدری و کأنهم النجاسة
فلا یجری ذلک فی مثل الدم و البول و المنی فضلًا عن المتنجسات. [1] سورة التوبة: الآیة 28. [2] وسائل الشیعة 5: 229، الباب 24 من أبواب أحکام المساجد، الحدیث 2.
نام کتاب : تنقیح مبانی العروه - الطهارة نویسنده : التبريزي، الميرزا جواد جلد : 2 صفحه : 358