بإسناده عن
أبي سعيد الخدري عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله قال: «قال اللّه جلّ جلاله لموسى
عليه السلام: «يا موسى! لو انّ السّماوات و عامريهنّ و الأرضين السّبع في كفّة، و
لا إله الّا اللّه في كفّة، مالت بهنّ لا إله الّا اللّه».
شرح: المراد
«بعامري السّماوات»، النّفوس المدبّرة لها و الملائكة الموكّلة عليها.
و سرّ الميل
و الرّجحان، انّ الكلمة الطيّبة تدل على وجوده سبحانه و وحدته و استجماعه جميع
الصّفات الحسنى اللّائقة به [2]. و السّماوات و الأرضون و ما فيهما
كلّها، لا شيء محض و ليس صرف ما عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَ ما عِنْدَ
اللَّهِ باقٍ[3] و إنّما هي أظلال نور وجوده و أشعّة شهوده. و لا ريب انّ
الأصل يترجّح على الفرع، و أين الوجود من العدم!
ثمّ اعلم،
انّ هذا «الوزن»، إنّما هو لبيان انّه لا يقابل «التّوحيد» شيء من الأعمال و
الذّوات؛ و أمّا انّه هل يوزن تلك الكلمة في ميزان القيامة؟ فالحقّ، انّه يوزن بها [4] فترجّح
كفّتها [5] و بذلك يغفر لأهل التوحيد كما نصّ عليه في أخبار هذا
الباب بل هي «الميزان» نفسه كما في الخبر النبويّ: «الميزان كلمة لا إله إلّا