responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد    جلد : 1  صفحه : 531

غاية السعة و الفسحة و نهاية النورية و الإضاءة بنفسها، إذا لم يصحبها شي‌ء من هذه الهيئات الدنيوية، فإذا تخلّصت النفس الإنسانية نحوا من التخلّص أقلّ أو أزيد على تفاوت مراتبها، فالإنسان في سعة و فسحة في قبره و في نعيم و سرور يصل إليه من الجنة حيث تخلّصت نفسه من هيئات هذه الدّار و ارتبطت بعالم الأنوار، و إذا أحاطت بالإنسان خطيئته‌ [1] و تلطخت نفسه بالهيئات الدنيّة و الأعمال القبيحة فهو في ضيق من قبره و انضغاط من أعضائه الّتي هي أعماله، لأنّه كسب هذا النحو من البدن الظلماني الضيق بحسب أفعاله. و انّما أحسّ بذلك بعد الموت لأنّه أوّل مقام الوصول الى مقام الجسمية الحقيقية التي هي فسيحة الأرجاء، فرأت نفسها مقيّدة بالعلائق المتسبّبة بعضها عن بعض منضغطة بازدحامها. فالقبر روضة من رياض الجنّة أو حفرة من حفر النيران، و لهذا لا يختص عذاب القبر و انضغاطه بأن يكون في الأرض بل يكون في الهواء و الماء كما في المصلوب و الغريق؛ فافهم.

و بالجملة، العوالم الكلية ثلاثة ليس غير: أحدها العالم العقلي، ثمّ العالم النفسي، ثمّ العالم الحسّي. و للنفس وجه: الى العالم العقلي الّذي هو أصله و منشأه؛ و الى العالم النفسي الذي هو مقامه و مرتبته؛ و الى العالم الحسي الذي هو سجنه و محبسه. فلها في العالم الحسّي انغماس في الأعراض المادية و انغمار في الشوائب الحسية و في العالم النفسي لها انطباع في الجسمية النورية التي هي ملكوت هذه الأجسام و في العالم العقلي لا تعلق لها بالجسم بل تكون هي المحيطة بجميع العوالم النفسية و الجسمية و المفيضة لها أنوارا يكتسبها من المبدأ الأعلى؛ فاذا فارقت هذه النشأة العنصرية باضطرار من الموت الطبيعي رجعت الى عالمها النفسي في مادتها الجسمية النورية التي أنارها اللّه بأعمالها الزكيّة إن كانت من‌


[1] . مستفاد من قوله تعالى: وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ‌ (البقرة: 81).

نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد    جلد : 1  صفحه : 531
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست