نام کتاب : شرح توحید صدوق نویسنده : القمي، القاضي سعيد جلد : 1 صفحه : 282
نفسه إذ قالوا
انّ الأرض قبضته أي مقبوضة بيده يوم القيامة و انّ السّماوات مطويّات بيمينه،
فأثبتوا له اليد و اليمين و اليسار و هو جلّ جلاله منزّه عن اليد المحدود و متعال
عن اليمين و الشمال الّتي يوجب الشركاء للّه في خلقه؛ هذا إذا قلنا انّ «الواو» في
قوله «و الأرض» بمعنى «إذ» كما ذكر [1] الثعالبي في قوله تعالى:
وَ
طائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ[2] انّ الواو بمعنى «إذ» ثم يقدر «قالوا»
في نظم الكلام بقرينة قوله عزّ شأنه في سورة الأنعام وَ ما قَدَرُوا
اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قالُوا ما أَنْزَلَ اللَّهُ عَلى بَشَرٍ مِنْ
شَيْءٍ[3] و سيجيء هذا المعنى لهذه الآية في باب معقود لتفسيرها عن
الأئمة الطّاهرة عليهم السلام و هذا هو المناسب لذلك المقام كما لا يخفى و سيأتي
أيضا تفسير آخر لها إن شاء اللّه تعالى.
[منتهى حق
اللّه عليك في وصفه]
فما دلّك
القرآن عليه من صفته فاتّبعه ليوصل بينك و بين معرفته و ايتمّ به و استضئ بنور
هدايته، فإنّها نعمة و حكمة اوتيتها، فخذ ما اوتيت و كن من الشّاكرين. و ما دلّك
الشّيطان عليه ممّا ليس في القرآن عليك فرضه و لا في سنّة الرّسول و أئمّة الهدى
أثره، فكل علمه الى اللّه عزّ و جلّ فانّ ذلك منتهى حقّ اللّه عليك.
الضمير
المنصوب في «فاتّبعه» يعود الى الموصول و كذا ضمير «يوصل» و المجرورين في «به» و
«هدايته» و كذا ضمير «فانّها». و وجه التذكير في السوابق
[2] . آل
عمران: 154. الثعالبي: فقه اللغة و سرّ العربية، في «فصل في الواوات» ص 530 و
الثعالبي، هو أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي النيسابوري 429-
350 ه (راجع: وفيات الأعيان 2/ 352).