شرح عربى فينبغى اى اذا كان قصد المخبر بخبره افادة المخاطب ينبغى ان يقتصر من
التّركيب على قدر الحاجة حذرا عن اللّغوا فانكان المخاطب خالى الذّهن من الحكم و
التّردّد فيه اى لا يكون عالما بوقوع النّسبة اولا وقوعها و لا متردّدا فى انّ
النّسبة هل هى واقعة ام لا و بهذا تبيّن فساد ما قيل انّ الخلوّ عن الحكم يستلزم
الخلوّ عن التّردد فيه فلا حاجة الى ذكره بل التّحقيق انّ الحكم و التّردّد فيه
متنافيان.
استغنى، على لفظ المبنى للمفعول عن مؤكّدات الحكم لتمكّن الحكم فى
الذّهن حيث وجده خاليا و انكان المخاطب متردّدا فيه اى فى الحكم طالبا له بان حضر
فى ذهنه طرف الحكم و تحيّر فى انّ الحكم بينهما وقوع النّسبة اولا وقوعها حسن
تقويته اى تقوية الحكم بمؤكّد ليزيل ذلك المؤكّد تردّده و يمكّن فيه الحكم لكنّ
المذكور فى دلائل الاعجاز انّه انّما يحسن التّأكيد اذا كان للمخاطب ظنّ فى خلاف
حكمك و انكان اى المخاطب منكرا للحكم وجب توكيده اى توكيد الحكم بحسب الانكار اى
بقدره قوّة و ضعفا يعنى يجب زيادة التأكيد بحسب ازدياد الانكار ازلة له كما قال
اللّه تعالى حكاية عن رسل عيسى عليه الصّلاة و السّلام اذ كذّبوا فى المرّة
الاولى انّا اليكم مرسلون مؤكّدا بانّ و اسميّة الجملة
و فى المرأة الثّانية ربّنا يعلم انّا اليكم لمرسلون مؤكّدا بالقسم و انّ و الّلام
و اسميّة الجملة لمبالغة المخاطبين فى الانكار حيث قالوا ما انتم الّا بشر
مثلنا و ما انزل الرّحمن من شئ ان انتم الّا تكذّبون و قوله اذ كذّبوا مبنى على
انّ تكذيب الاثنين