فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام: حلّ و لا تعقد.
و كان الصّدوق رحمه اللّه في العلل أشار الى هذه الرّواية، حيث قال:
روي أنّ توبة السّاحر أن يحلّ و لا يعقد.
و ظاهر المقابلة بين الحلّ و العقد فى الجواز و العدم: كون كلّ منهما
بالسّحر، فحمل الحلّ على ما كان بغير السّحر: من الدّعاء و الآيات و نحوهما كما عن
بعض: لا يخلو عن بعد.
و منها ما عن العسكري عن آبائه عليهم السّلام في قوله تعالي: و ما انزل على
الملكين ببابل هاروت و ماروت قال: كان بعد نوح قد كثرت السّحرة و المموّهون فبعث اللّه ملكين الى
نبيّ ذلك الزّمان يذكر ما يسحر به السّحرة، و يذكر ما يبطل به سحرهم، و يردّ به
كيدهم فتلقّاه النّبي عن الملكين و أداه الى عباد اللّه بأمر اللّه، و أمرهم أن
يقضوا به على السّحر، و أن يبطلوه، و نهاهم أن يسحروا به النّاس.
و هذا كما يقال: إنّ السّمّ ما هو، ثمّ يقال للمتعلّم: هذا السّمّ
فمن رأيته سمّ فادفع غائلته بهذا، و لا تقتل بالسّمّ.
الى أن قال: و ما يعلّمان من أحد ذلك السّحر و إبطاله حتّى يقولا
للمتعلّم: إنّما نحن فتنة و امتحان للعباد، ليطيعوا اللّه فيما يتعلّمون من هذا و
يبطل به كيد السّحرة، و لا تسحروهم فلا تكفر باستعمال هذا السّحر و طلب الإضرار، و
دعاء النّاس الى أن يعتقدوا أنّك تحيى و تميت، و تفعل ما لا يقدر عليه الّا اللّه
عزّ و جلّ، فإنّ ذلك كفر.
قال اللّه عزّ و جلّ: فيتعلّمون ما يضرّهم
و لا ينفعهم، لأنّهم اذا تعلّموا ذلك السّحر ليسحروا به، و يضرّوا به فقد تعلّموا
ما يضرّ بدينهم و لا ينفعهم الى آخر الحديث.
ترجمه:
جواز دفع سحر با سحر
مرحوم مصنّف مىفرمايند:
اين سخن باقى ماند كه آيا سحر را مىتوان با سحر دفع نمود يا از نظر
شرع اين امر جايز نيست.