قوله تعالىوَ مَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ[1] صدر الآية"لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ" أي: بعض ما يناسب
سعته، و لا ينظر إلى من فوقه و لا إلى من دونه، فيقع في الإسراف و التقتير
المنهيين"وَ مَنْ قُدِرَ" أي:
ضيقعَلَيْهِ رِزْقُهُ" فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللَّهُ" أي: على حسب حاله و ما
يناسب مقدرته، قيل: فيه دلالة على أن المعتبر في النفقة حال الزوج لا الزوجة"لا يُكَلِّفُ
اللَّهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها" أي: لا يكلف الله أحدا ما لا يقدر
عليه"سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً" أي: بعد ضيق سعة و بعد
فقر غنى و بعد صعوبة سهولة، و فيه تطييب لقلوب الفقراء و المنفقين على العسر و وعد
لهم بالعوض و تبديل العسر باليسر.
و قال في النافع: و لا تتخير الزوجة لو تجدد العجز عن الإنفاق[2].