أقول: ما اشتهر من أنهم كانوا
عظماء أبناء الملوك لا ينافي كونهم صيارفة في خزائن الملك.
و قال الصدوق في الفقيه بعد إيراد هذه الرواية: يعني صيارفة الكلام،
و لم يعن صيارفة الدراهم[1].
أقول: أخذ الصدوق هذا من أخبار شتى:
منها: ما رواه الراوندي في القصص بإسناده عن الصدوق بإسناده عن
الكاهلي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ذكر أصحاب الكهف- و ساق الحديث إلى أن
قال: كانوا صيارفة كلام و لم يكونوا صيارفة الدراهم[2].
و روى العياشي في تفسيره بإسناده عن درست عن أبي عبد الله عليه
السلام أنه ذكر أصحاب الكهف، فقال: كانوا صيارفة كلام و لم يكونوا صيارفة دراهم[3].
فيحتمل أن يكون استشهاده عليه السلام في هذا الخبر بكونهم صيارفة
إلزاما على المخالفين، حيث رووا ذلك و يعتقدونه. و ما ذكر في خبري درست و الكاهلي،
فهو تأويل لما رووه في أخبارهم، لئلا يردوا أخبارهم و يكذبوهم في روايتها،
استعمالا للتقية بحسب الإمكان مع إيضاح الحق لأهل الإيمان، كما هو دأبهم في كثير
من الأخبار، و هذا مما ظهر لنا من الأسرار في تتبع آثارهم عليهم السلام.
و لعله ذهب على الصدوق رحمه الله أن هذا المعنى لا يناسب هذا المقام.