نام کتاب : ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 10 صفحه : 351
.........
و قد يوجه الخبر على ما حمله رحمه الله عليه بوجوه:
الأول: أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة الكلام يميزون بين الحق منه و
الباطل، فينبغي أن تكون أنت أيضا كذلك، فلم تنقل هذا الكلام عن الحسن، مع أنه قوله
ليس بحجة، و مع ذلك ظاهر الفساد، فإن الاستظلال بجدار الكافر و الاستسقاء من داره
جائز، و الصيرفي لا يكون شرا منه. و أيضا عمل الصيرفي من الأمور الضرورية التي تجب
كفاية، و هذا مما أفاده الوالد قدس سره، و هو توجيه وجيه الثاني: أن يكون المعنى
أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة الكلام، كما يقال: فلان يحسن صرف الكلام، أي. تفضيل
بعضه على بعض، فأصل الصرف و التمييز ليس بحرام، بل هو من الكلام، و إنما الحرام ما
يصدر عن بعض الصيارفة من الغش و الربا أو غيرهما.
و ربما يؤخذ" يعني" تتمة للخبر، فيمكن أن يوجه بوجهين:
أحدهما: أن يقرأ يعني و لم يعن على بناء المجهول، فالمراد أن الحسن و
هم في تأويل ما روي في ذم الصيارفة، فإن المعنى بها صيارفة الكلام.
قال ابن الأثير: في حديث الخولاني" من طلب صرف الحديث يبتغي به
إقبال وجوه الناس إليه" أراد بصرف الحديث ما يتكلفه الإنسان من الزيادة فيه
على قدر الحاجة، و إنما كره ذلك مما يدخله من الرياء و التصنع لما يخالطه من
الكذب[1].
انتهى.
أقول: و على هذا يمكن أن يقرأ على بناء الفاعل أيضا، بأن يكون
الضميران راجعين إلى الرسول صلى الله عليه و آله، و يحتمل كونه كلام الصدوق أيضا.
و ثانيهما: أن يكون ذكره عليه السلام ذلك بعداد قول الحسن أمرا
بالتقية، بأن أصحاب الكهف كانوا صيارفة كلام يصرفونه عن ظاهره في مقام التقية، و
الأظهر