التعليقة 22 (ص 125) تخاصم على (ع) مع النصراني عند شريح قاضيه
بالكوفة
قال ابن عساكر في تاريخه في ترجمة شريح القاضي (ج 6؛ ص 306):
روى البيهقيّ و الحافظ عن الشّعبيّ قال:خرج عليّ- رضي
اللَّه عنه- الى السّوق فإذا هو بنصرانيّ يبيع درعا فعرف عليّ الدّرع فقال له: هذه
درعي، بيني و بينك قاضي المسلمين، و كان عليّ استقضى شريحا فلمّا رأى شريح أمير
المؤمنين قام من مجلس القضاء و أجلس عليّا في مجلسه و جلس شريح قدّامه الى جانب
النّصرانيّ فقال عليّ: أما يا شريح لو كان خصمي مسلما لقعدت معه مجلس الخصم و
لكنّي سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه [و آله] و سلّم يقول: لا تصافحوهم و لا
تبدءوهم بالسّلام و لا تعودوا مرضاهم و لا تصلّوا عليهم و ألجئوهم الى مضايق
الطّريق و صغّروهم كما صغّرهم اللَّه، اقض بيني و بينه يا شريح، فقال:
ما تقول يا أمير المؤمنين؟- فقال عليّ: هذه درعي ذهبت منّي منذ
زمان فقال شريح:
ما تقول يا نصرانيّ؟- فقال: ما اكذّب أمير المؤمنين، الدّرع درعي،
فقال شريح:
ما أرى أن تخرج من يده فهل لك بيّنة؟- فقال عليّ: صدق شريح، فقال
النّصرانيّ:
أمّا أنا فأشهد أنّ هذه أحكام الأنبياء، أمير المؤمنين يجيء الى
قاضيه، و قاضيه يقضي عليه هي و اللَّه يا أمير المؤمنين درعك، اتّبعتك مع الجيش و
قد زالت عن جملك الأورق فأخذتها فانّي أشهد أن لا إله إلّا اللَّه، و أنّ محمّد
رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه [و آله] و سلّم، فقال عليّ: أمّا إذا أسلمت فهي لك و
حمله على فرس عتيق.
قال الشّعبيّ: لقد رأيته يقاتل المشركين.
و في رواية: أنّه فرض له ألفين و قتل معه يوم صفّين.