قال: ثمّ انّ اللَّه تعالى يفرّج الفتن برجل منّا أهل البيت كتفريج الأديم[1]، بأبي ابن خيرة الإماء[2] يسومهم خسفا[3] و يسقيهم بكأس مصبّرة[4]؛ فلا يعطيهم الّا السّيف هرجا[5] هرجا، يضع السّيف على عاتقه ثمانية أشهر؛ ودّت قريش[6] عند ذلك بالدّنيا و ما فيها لو يرونى مقاما واحدا قدر حلب شاة أو جزر
جزور[7] لأقبل منهم بعض[8] الّذي يرد عليهم حتّى تقول قريش: لو كان هذا من ولد فاطمة لرحمنا،
[1]في البحار: «كتفريج الأديم» الأديم الجلد،
و تفريجه أي الجلد عن اللحم، و وجه الشبه انكشاف الجلد عما تحته من اللحم، و يحتمل
أن يكون المراد بالأديم الجلد الّذي يلف- الإنسان فيه للتعذيب لانه يضغطه شديدا إذا
جف؛ و في تفريجه راحة».
[2]في شرح النهج و البحار: «ابن خيرة الإماء القائم عليه السلام».
[3]في البحار: «يسومهم خسفا أي يوليهم و يكلفهم
و يلزمهم، و الخسف النقصان و الهوان».
[4]في البحار: «المصبرة الممزوجة بالصبر المر،
و قيل أي المملوءة الى أصبارها أي جوانبها».
[5]في البحار: «في النهاية: فيه بين يدي الساعة
هرج أي قتال و اختلاط، و أصل الهرج الكثرة في الشيء و الاتساع».
[6]في البحار نقلا عن شرح النهج: «هو اشارة الى ظهور دولة بنى العباس؛
و قد روى في السير أن مروان بن محمد و هو آخر ملوك بنى أمية قال يوم الزاب لما شاهد
عبد اللَّه بن محمد بن على بن عبد اللَّه بن العباس بإزائه في صف خراسان: لوددت أن
على بن أبى طالب تحت هذه الراية بدلا من هذا الفتى، و يحتمل أن يكون التمني عند قيام
القائم عليه السلام».
أقول: هنا كلام لابن أبى الحديد نفيس جدا ننقله في تعليقات آخر الكتاب
ان شاء اللَّه تعالى.