فيغريه[1] اللَّه ببني أميّة فيجعلهم ملعونين أينما ثقفوا أخذوا و قتّلوا تقتيلا[2]* سنّة اللَّه في الّذين خلوا من قبل و لن تجد لسنّة اللَّه تبديلا[3].
[1]في المصباح المنير: «غرى بالشيء غرى من باب تعب اولع
به من حيث لا يحمله عليه حامل، و أغريته به إغراء فأغرى به بالبناء للمفعول؛ و الاسم
الغراء بالفتح و المد» و في مجمع- البحرين: «قوله تعالى:لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْأي لنسلطنك عليهم يعنى ان لم ينته
المنافقون عن عداوتهم لنأمرنك أن تفعل بهم ما يسوؤهم و يضطرهم الى طلب الجلاء من المدينة
فسمى ذلك إغراء و هو التحريش على سبيل المجاز» و قال في «حرش»: «التحريش
الإغراء بين القوم و الكلاب و تهييج بعضها على بعض؛ و منه الحديث: فلما جاء أبى حرشة
على، و حديث على (ع): فذهب الى رسول اللَّه (ص) محرشا على فاطمة؛ أراد بالتحريش هنا
ما يوجب عتابها».
أقول: قوله (قدس سره) في تفسير «لنغرينك» ناظر الى تمام الآية و هي:«لَئِنْلَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ
وَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ
بِهِمْ ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إِلَّا قَلِيلًا» (آية 60 سورة الأحزاب) و يعلم من ذكره (ع) الآيتين التاليتين لهذه الآية
بعدها في آخر الخطبة أنّه (ع) أخذ الكلمة من الآية المذكورة بعنوان الاقتباس و لذا
ذيل قوله بذكر الآيتين التاليتين لها؛ فتدبر.
[3]نقلها المجلسي (رحمه الله) في ثامن البحار في باب
قتال الخوارج و احتجاجاته (ص 605- 606) موردا بعدها بيانا للغاتها قائلا في آخر البيان:
«أقول:
و قد مضى بعض هذه الخطبة مشروحا».
أقول: هذا المورد المشار اليه لم أظفر به فيما تقدم من المجلدات و لكن
شرحه فيما يأتى؛ ففي المجلد نفسه (ج 8) شرح الخطبة (بعد نقلها عن النهج للرضى فإنه
(رحمه الله) نقل فيه منتخبا من الخطبة و هو معظمها) شرحا مفصلا مبسوطا في باب ما جرى
من الفتن (ص 693- 694) و نقل الخطبة أيضا في المجلد الثامن في باب نوادر ما وقع في
أيام خلافته عن كتاب سليم بن قيس (ص 723- 724) قائلا بعده: «كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد
الثقفي (الى ان قال: و ساق الحديث نحو حديث سليم الى قوله:
وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا)»مع بيان مفصل
للخطبة، و نقل الخطبة أيضا في المجلد التاسع في باب معجزات كلامه (ص 592- 594) مع تبيين
مفصل للغاتها و بيان مبسوط لمشكلاتها