نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 54
أَنْشَأْناهُنَ
أي
ابتدأنا خلقهنّ من غير مادّة و لا ولادة، لأنّ امور الآخرة كلّها إنشاءات من غير
مادّة و استعداد و حركة، بخلاف امور الدنيا فإنّ كلّها ماديّات متجدّدة متقضيّة [61] فاعلها طبيعة سيّالة الوجود تدريجيّة
الكون، و قابلها قوّة انفعاليّة تجدّديّة، و التأثير من الفاعل ليس إلّا التحريك و
الإعداد- دون الإنشاء و الإيجاد- فإمّا أن يراد بها اللاتي ابتدأ انشاؤهنّ أو
اللاتي أعيد خلقهنّ على سبيل العود.
و
عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: إنّ امّ سلمة رضى اللّه عنها سألته عن قول اللّه تعالى:إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً فقال: يا امّ سلمة، هنّ اللواتي قبضن
في دار الدنيا عجائز شمطاء رمصا
[62]، جعلهنّ اللّه بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد في الإستواء، كلّما
أتاهنّ أزواجهنّ أبكارا.
فلمّا سمعت عائشة ذلك قالت: و أوجعاه. فقال رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله: ليس هناك وجع
[63].
و
قالت عجوز لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: ادع اللّه أن يدخلني
الجنّة.
فقال صلّى اللّه عليه و آله: إنّ الجنّة لا تدخلها العجائز. فولّت
و هي تبكي. فقال صلّى اللّه عليه و آله: أخبروها إنّها ليست يومئذ بعجوز، و قرء
الآية [64].
عربا- بضمّ الراء. و قريء بسكونها تخفيفا:- جمع «عروب»
أي:
متحنّنات على أزواجهنّ، متحبّبات إليهم، حسنات التبعّل.