نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 355
و سمّي ذلك كيدا من حيث خفائه عليهم أولا، و ظهوره أخيرا على نحو
الاستدراج و نحوه.
و لا يبعد أن يراد بالكائدين القوى النفسانيّة و خصوصا الوهميّة
المكّارة المنازعة للقوة
[67] القدسيّة في طريق الحقّ، فإنّها و إن كانت منازعة إيّاها إلّا أنّ
اللّه بإفاضته نور الهدى على قلب عبده المؤمن و إعطائه له البرهان النيّر القدسي و
التأييد التامّ الحدسي يغلبها على قواها كلّها و يظهرها عليها و يخلصها من كيد
القوى- سيّما الوهم الذي هو خليفة الشيطان في عالم الإنسان- و يجذبها إلى عالم
القدس بابطال كيد جنود الشيطان و جعلها مسخّرة خادمة للقوّة القدسيّة، مطيعة
منقادة مشايعة معها إلى جناب الحقّ، مسلّمة مسالمة، بعد ما كانت أنفة منازعة
متأبّية عن طاعة الحقّ كافرة جاحدة.
كشف [معنى إسناد الكيد إليه تعالى]
إسناد الكيد إليه سبحانه من باب المجاز- كما هو الظاهر- فتكون
العلاقة هي المزاوجة، كقوله تعالى:وَ جَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها
[42/ 40] و إطلاق اسم الضدّ على الضد، أو ترتّب الغاية، فإنّ أوصافه تعالى
الفعليّة في أكثر المواضع إنّما توجد باعتبار الغايات لا باعتبار المبادي، كالرحيم
و المنتقم و غيرهما- ممّا لا ينفكّ مباديها عن انفعال و تأثير في الموصوف بها-
فكيده تعالى عبارة عن إنزال المكروه بالمكيد من حيث لا يشعر، استعارة من فعل
الكائد بمن يكيده.