نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 356
فالمعنى: إنّه تعالى يجازي الذين شمّروا لإبطال القرآن، أو إطفاء نور
الرسول الذي هو هدى للناس و رحمة، أو إبطال نور القوّة القدسيّة التي هي نور يهتدى
به في ظلمات برّ المحسوسات و بحر المعقولات، بكيد منه.
فيظهر الكتاب على سائر الكتب السماويّة، و يظهر الدين الذي صدع به
على الدين كلّه و لو كره المشركون، و يقهر النور القدسيّ على ظلمات سائر القوى
الوهّمية و الخياليّة و الحسيّة التي بعضها فوق بعض.
ثم أن تقييد الفعلين بالمصدر المؤكّد و تنكيره إشعار بأنّ الأمر ذو
شأن عظيم و خطب جليل. «الحق أبلج و الباطل لجلج» [68].
أمر نبيّه صلّى اللّه عليه و آله أن يمهلهم و لا يتصدّي للانتقام
منهم و لا يشتغل بمكايدتهم و مماراتهم و لا يقدم على مجادلتهم و مباراتهم، و أن
يستظهر بكيد اللّه عنه و مناضلته دونه، و من ثمّ جاء فاء السببيّة [69] ليدلّ على أنّه إذا علم إنّ اللّه يكيد
له و يذبّ عنه لزمه صلّى اللّه عليه و آله إمهالهم و الوثوق بصنع اللّه.
و يعلم من قوله: «رويدا» أنّ النصرة تأتيه عمّا قريب، فإنّه اسم للإمهال