responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 268

تلقوا أعدائكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم؟

قالوا: و ما ذلك- يا رسول اللّه؟ قال: ذكر اللّه عزّ و جلّ‌ [10].

و

عنه صلّى اللّه عليه و آله أيضا: سبق المفردون، سبق المفردون. قيل: و من هم- يا رسول اللّه؟ قال: المستهترون بذكر اللّه تعالى، وضع الذكر عنهم أوزارهم فوردوا القيامة خفافا [11].

و اعلم إنّه قد انكشف لأرباب البصائر المستنيرة بنور المعرفة أنّ ذكر اللّه أفضل الأعمال الروحيّة و القلبيّة و النفسيّة و البدنيّة، و لكنّ له مراتب بعضها قشور و بعضها لبوب. و للذاكر أيضا مراتب بحسبه، و لكلّ ذكر نتيجة أيضا، فإنّ نتيجة ذكر العبد للّه له، كما قال تعالى: فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ‌ [2/ 152].

و قيل: في هذه العبارة تقديم و تأخير، لأنّ اللّه أمرهم بالذكر مع فاء التعقيب، كقوله: يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ‌ [5/ 54] و قوله تعالى: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ‌ [5/ 119] و ذلك لأنّ ذكر العبد للّه نتيجة ذكر اللّه له، كما أنّ محبّتهم له و رضاهم عنه تعالى نتيجة محبّته إيّاهم و رضوانه عنهم.

و الحقّ إنّ لكلّ من القولين وجها وجيها، لأنّ التقدّم في الأول على سبيل الإعداد و التهيئة، و في الثاني على سبيل العليّة و اللزوم، لأنّ جميع حالات العبد تابعة لما في علم اللّه و قضائه الإجمالي، ثمّ التفصيلي، فذكرنا له تعالى مسبّب عمّا في اللوح المحفوظ و الذكر الحكيم، فافهم هذا.


[10] الترمذي: كتاب الدعاء، الباب 6 ج 5 ص 459. المحاسن: كتاب ثواب الأعمال، ص 39 مع فرق يسير.

[11] الترمذي: كتاب الدعوات، الباب 129 ج 5 ص 577 مع فرق يسير.

نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا    جلد : 7  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست