نام کتاب : تفسیر القرآن الکریم نویسنده : الملا صدرا جلد : 7 صفحه : 130
ظهر أنّها موقدة تطّلع على الأفئدة، كما قال اللّه تعالى:نارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ الَّتِي
تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ
[104/ 6] و طبائعهم أصلها و قلوبهم القاسية كالحجارة و الحديد وقودها، لقوله
تعالى:وَقُودُهَا النَّاسُ
وَ الْحِجارَةُ [2/ 24] و قد قال:
و اعلم إنّ النار التي يصل إليها من هو من أهلها في الآخرة مشهودة
اليوم لك من حيث موضوعها و مصداقها- لا من حيث صورتها- و ينقلب فيها أهل الجحيم
على الحالة التي هم عليها، و كذا الجنّة مشهودة لك أيضا و أنت تنقلب فيها و تترقّى
من درجة منها إلى درجة، من باب إلى باب- إن كنت من أهل الجنّة و الترقّي- و أنت لا
تعلم و لا تشاهد هما.
لأنّ الصورة الدنياويّة تحجبك من ملاحظة حقيقتهما و صورتهما
الاخروية.
فأهل الكشف الذين أدركوا ما غاب عنهم يرون موضوعات الأمور الأخروية،
و يرون من كان من أهل الجنّة في روضة خضراء، و يرون تقلّبهم في مراتبها و تردّدهم [54] في غرفاتها، و يرون الجهنّمي متى استقرّ
له دار الجحيم و كيف تتقلّب فيها و يهوي إلى منازلها و دركاتها، و ما يكون فيها من
لغوب، و نصب و حرور و زمهرير، كما في قوله:تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَ هُوَ واقِعٌ
بِهِمْ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ [42/ 22].
و أكثر أهل الكشف في ابتداء طريقتهم يرون هذا، و من لم يكشف اللّه عن
بصيرته و بقي في عماء حجابه لا يدرك هذا و يكون مثل الأعمى الذي في بستان، فإن لم
ير ما هو فيه فلم يلزم من ذلك أن لا يكون فيه.